close menu

إعادة تأهيل المطارات السعودية بنظام آلي لمرور الركاب والبضائع

إعادة تأهيل المطارات السعودية بنظام آلي لمرور الركاب والبضائع
المصدر:
الاقتصادية

كشفت مصادر لـ''الاقتصادية'' عن عمليات تطوير واسعة في جميع المطارات الدولية في السعودية، يواكبها إنفاق ضخم على تكنولوجيا المعلومات، ويشمل التطوير نظام التحكم في مغادرة الطائرة وهو نظام تحكم آلي بالكامل في عملية مرور المسافرين والوزن ونظام التوازن، تم تصميمه لشركات الطيران والمطارات والمناولة الأرضية.

وتشمل الأنظمة الحديثة التركيزعلى أنظمة مراقبة المغادرة، وإنهاء إجراءات السفر للركاب، وإدارة أمتعة المسافرين في المطارات، واتصالات المطارات، ونظام التحكم في المغادرة.

ووقف الأمير فهد بن عبد الله رئيس الهيئة العامة للطيران المدني على المرحلة الأولى من مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي خلال الأسبوع الماضي، ليتابع شخصيا سير الأعمال، وناقش الأمير فهد بن عبد الله القائمين على المشروع بشكل تفصيلي خلال جولة على المشروع وطالب القائمين على المشروع بتعديل العديد من أعمال التطوير وتحسينها للأفضل. وقد تابعت ''الاقتصادية'' عن قرب اطلاع الأمير فهد على المشروع وحرصه الشديد على أدق تفاصيله، والمحاسبة والمراقبة على القائمين على المشروع، من خلال الأسئلة التفصيلية من رئيس الهيئة العامة للطيران المدني لهم، وتقديمه الاقتراحات المناسبة التي لاقت استحسانا وقبولا ومثلت حلولا أفضل للقائمين على المشروع. حيث تم تقديم حلول ومقترحات خلال جولته للعديد من أعمال البنية التحتية، وتمت الموافقة عليها واعتمادها على الفور من القائمين على المشروع لتنفيذها، نظرا للجدوى الاقتصادية والفائدة الكبيرة من تلك الاقتراحات التي تستهدف الاستفادة قدر الإمكان من أعمال التطوير.

كما طالب الأمير فهد بن عبد الله القائمين على المشروع بالتواصل مع كافة وسائل وتقديم كافة المعلومات المطلوبة والشفافية في الطرح وتقديم المعلومات، ويظهر ذلك واضحا من خلال إعلانه تأخير تنفيذ الأعمال في مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد لفترة تراوح بين 3 و4 أسابيع والتي لن تؤثر في الموعد النهائي لانتهاء المرحلة الأولى من المشروع حسب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الذي طالب من الإعلاميين الاطلاع على المشروع وتقديم الاقتراحات والآراء لتتم الاستفادة منها في المشروع، وذلك بعد افتتاحه المركز الإعلامي الخاص بالمشروع والذي يعد نقلة نوعية في السعودية لتعامل الجهات المعنية مع الإعلاميين، حيث يعد أول مركز إعلامي على مستوى جميع الإدارات والجهات المعنية في المملكة بهذا الحجم والإمكانات، وسرعة التواصل وتقديم المعلومات الصحيحية والدقيقة لاستفسارات وسائل الإعلام، كما ترصد كاميرات المراقبة داخل المركز الإعلامي الأعمال والعاملين في المشروع على مدار الساعة، كما ستسمح الهيئة العامة للطيران المدني وفي خطوة هي الأولى من نوعها لجميع المهتمين والجمهور بمتابعة أعمال مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد عبر نقل مباشر من خلال الموقع الإلكتروني يتمكن الجميع من خلاله من متابعة الأعمال.

وصمم المخطط العام لمشروع المطار على أن يتم تنفيذ التطوير على ثلاث مراحل حتى عام 2035م، حيث تصل الطاقة الاستيعابية الكاملة للمطار الجديد إلى القدرة على خدمة 70 إلى 80 مليون مسافر سنوياً، وذلك باستخدام المدارج الثلاثة الموجودة حالياً، كما تلتزم الخطة الإستراتيجية مبدأ ''في الوقت المحدد'' لضمان التوازن الأمثل بين الاستطاعة وجودة الخدمات والتكلفة، وبذلك تكون قد حققت مطاراً جديداً ولكن ضمن حدود المطار الحالي، ولعل من أبرز المزايا التي توفرها المساحة الكبيرة المتاحة حالياً هي تمكين الخطة من المضي قدماً في تحقيق أهدافها المرسومة، وستصبح صالة المطار التي صممت وفق أرقى المواصفات الفنية متطورة جداً وقادرة على خدمة 30 مليون مسافر سنوياً مع إمكانية استخدامها لكل من الرحلات الداخلية والدولية، كما سيضم المطار مركزاً للمواصلات، ومحطة قطار حديثة لقطار الحرمين السريع الذي يتم بناؤه الآن بحيث يربط المطار بكل من مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وتشمل المرحلة الأولى برنامجاً متكاملاً لدعم وتحسين البنية التحتية وتضم برجا جديدا للتحكم بحركة وأنظمة وأجهزة الطيران، شبكة جديدة من الطرقات داخل أرض المطار وخارجه، شبكة حديثة للخدمات والمرافق العامة، ومباني الدعم المساندة الأخرى، كما تشمل المرحلة الأولى من أعمال التطوير إتاحة الفرص الجديدة لاستثمارات القطاع الخاص لإنشاء قرية الشحن، ومدينة المطار، وسيستمر في هذه المرحلة المطار الحالي في تقديم خدماته الكاملة دونما توقف وفي كل الأوقات أثناء عمليات التطوير والبناء.

كما سيتم تنفيذ برنامج جاهزية تشغيل المطار وفق خطة مبرمجة، بحيث يتم نقل جميع الخطوط الجوية من الصالتين الحاليتين إلى المنشآت الجديدة بكل سهولة وانسيابية، وستعزز هذه المرحلة فرص مشاركة القطاع الخاص في المشروع، وذلك من خلال الاستفادة من الطابع الحيوي (الديناميكي) للمشروع، وما يتيحه من التنوع والجودة العالية للأنشطة التجارية المختلفة عبر أعمال تطوير المطار الجديد، وذلك سيسهم في إحداث فرص عمل جديدة.

ويتضمن مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد العديد من العناصر الرئيسة التي تتضمن مجمع صالات المسافرين التي تقام على أرض تبلغ مساحتها 670 ألف متراً مربعاً، وهي منشأة فائقة التطور بتصميمها الفريد، وستجهز صالات السفر بـ46 بوابة لصعود الطائرات، تتصل بـ96 جسراً للوصول للطائرات، بما فيها الطائرات العملاقة ذات الطابقين من طراز إيرباص-A380.

وتأتي صالات الانتظار وفق أرفع المستويات، وسيخصص فندق تابع للمطار، ومنطقة للأسواق التجارية الحديثة، ونظام نقل الركاب الآلي يصل بين مركز استقبال الركاب ومركز الرحلات الدولية، وذلك لتسهيل تنقل المسافرين آلياً، مركز حديث للمواصلات، يضم أحدث وسائل النقل المتنوعة بما فيها محطة قطار متكاملة، وذلك لانتقال الركاب وسفرهم بمنتهى اليسر، نظام متطور لتحميل ومناولة أمتعة المسافرين، يمتد لأكثر من 60 كيلومتراً من سيور النقل المتحركة، أحدث نظام تقني للتحكم في حركة المرور الجوي، مع برج المراقبة الملاحي بتصميمه الفني المميز، والذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 130 متراً، وشبكات واسعة من الطرق والأنفاق ومدارج الطائرات، ومرافق ومنشآت متنوعة للدعم والمساندة، وقد صممت جميعها بعناية بشكل متناسب مع تصاميم المباني الرئيسة، محطة خاصة لخزانات الوقود وشبكة إمداد الوقود، مشتل مركزي خاص للعناية بالنباتات وخدمة حدائق المطار الداخلية وما حوله.

من جهتها أوضحت لـ''الاقتصادية'' شركة سيتا ايربورت كونكت المتخصصة في أعمال الأنظمة الحديثة وتكنولوجيا المعلومات في المطارات والتي تعمل على تحول الأعمال في جميع مطارات السعودية على المستوى الدولي والإقليمي من خلال تنفيذ وإدارة عقود حتى نهاية عام 2015، أنها عملت منذ 5 سنوات في تحول الأعمال في جميع المطارات الدولية للسعودية، مطار الملك عبد العزيز في جدة، مطار الملك خالد في الرياض، مطار الملك فهد في الدمام، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة، حيث تم إنفاق 16.8 مليون دولار خلال 5 سنوات على تكنولوجيا المعلومات التي تركز على أنظمة مراقبة المغادرة، وإنهاء إجراءات السفر للركاب، وإدارة أمتعة المسافرين، ويشمل هذا الإنفاق على التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات للمطارات اتصالات المطار (الاستخدام المشترك للمعدات في صالات المطارات) من أجل عملية مرور الركاب، إدارة نقل الحقائب وذلك لتقليل معدلات سوء المناولة، والمايسترو المحلي (نظام التحكم في المغادرة)، وهو نظام تحكم آلي بالكامل في عملية مرور المسافرين والوزن ونظام التوازن للتحكم في نظام مغادرة الطائرة، تم تصميمه لشركات الطيران والمطارات والمناولة الأرضية وشركات الميثاق.

وتخطط الهيئة العامة للطيران المدني لاستثمار نحو 20 مليار دولار لتنمية وتطوير المطارات السعودية بحلول عام 2020، ويأتي ضمن خطط التطوير تحويل مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة إلى مطار محوري ومركزي في السعودية.

وتستمر أعمال التطوير والتوسع وتحول الأعمال في جميع المطارات الدولية للسعودية، ويأتي في مقدمتها مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الذي تستمر الأعمال فيه على قدم وساق لإنجاز المشروع في الوقت المحدد.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات