دعا عضو هيئة كبار العلماء عبد الله بن سليمان ابن منيع، إلى التركيز في مشروع توسعة المسجد النبوي الشريف على الساحة الجنوبية بدلا عن الساحتين الشرقية والغربية، معتبرا من الأولى توسعة الحرم النبوي من هذه الجهة، وذلك في مقال له نشر بصحيفة الرياض بعنوان"التوسعة من الجنوب أولى".
وعزا ابن منيع أهمية إعطاء الأولوية في التوسعة للساحة الجنوبية للحرم النبوي، إلى عدة أسباب، أهمها أن إضافة الساحة الجنوبية تضيف نحو "75" ألف مترا لمساحة المسجد، بجانب أن إضافتها لا تحتاج إلى قرارات نزع ملكية أو إجراءات تعويض ملاك، ولا تسهم إضافتها للمسجد في تضييق مساحات يستفاد منها في الصلاة.
كما أن في التوسعة من الساحة الجنوبية للحرم النبوي، يقول ابن منيع، تأسيا بالخليفة الرابع عثمان بن عفان، الذي سبق وأن وسع المسجد النبوي الشريف من الجهة الجنوبية من الحجرات شمالاً إلى الجدار الجنوبي الحالي والذي فيه المحراب جنوباً ولم تكن هذه التوسعة محل اعتراض من أحد من الصحابة.
ويضيف الشيخ ابن منيع سببا ثالثا، دعما لرؤيته بأولولية توسعة المسجد النبوي من الناحية الجنوبية، وهو أن الساحة الجنوبية تمثل قبلة الأمام لذا لا يستفاد منها في الصلاة، حيث لا يمكن للمأموم أن يصلي أمام الإمام، وبتوسعة المسجد ونقل المحراب جنوبا يمكن الاستفادة من هذه المساحة الواسعة، كما أن مساحة الساحة الجنوبية للمسجد تعادل تقريبا مساحة الساحتين الشرقية والغربية، فإضافتها للمسجد بدلا عنهما، لن تقلل من حجم المساحة المراد إضافتها للمسجد.
وقال ابن منيع ان توسعة المسجد جنوبا يعطي شكل المبنى انسجاما أكثر منه لو تمت التوسعة باتجاه الشرق أو الغرب.
ومن مميزات التوسعة من الناحية الجنوبية أيضا، في وجهة نظر ابن منيع التي أجملها في مقاله المذكور، الذي عرض في بدايته إلى الأمر الملكي الذي صدر مؤخرا، والقاضي بإجراء توسعة في الحرم النبوي الشريف، حيث أشار إلى أن التوسعة من ناحية الجنوب تسهم في ابتعاد الصفوف الأولى عن القبور، وهذا أفضل من أن تكون القبور في قبلة المصلين، بالإضافة إلى أن التوسعة تسمح للدولة بتنظيم زوار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
