شرعت جهة حكومية مسؤولة عن طباعة القرآن الكريم بطريقة «برايل» للمكفوفين، يوم أمس في محاسبة متعهد توزيع تابع لوزارة التربية والتعليم بعد تلقيها نحو 4 شكاوى من جهات مختلفة تفيد بعدم وصول مصاحف «برايل» إلى المستفيدين منها رغم إدراج بياناتهم بشكل رسمي لدى القسم المسؤول عن توزيعها.
وأوضح أنور الخطار مدير عام مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بطريقة «برايل»، أن المطابع تلقت في يوم واحد 4 شكاوى تفيد بعدم وصول المصاحف إليها، لافتا إلى أن توزيع تلك المصاحف لا يتم عن طريق البريد المركزي وإنما بواسطة متعهد تابع لوزارة التربية والتعليم يأتي بصفة شهرية لتسلم كافة المطبوعات بما فيها القرآن الكريم.
وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بعد التواصل مع قسم العلاقات العامة في المطابع والمسؤول عن الإرساليات، تم التأكد من وجود بيانات الجهات صاحبة الشكوى لدى المطابع، إلى جانب تسليم النسخ المراد إيصالها، الأمر الذي يحتم التواصل مع المتعهد لمعرفة أسباب تأخر تسليمها ومحاسبته فورا».
يأتي ذلك في وقت أكدت فيه جمعية إبصار الخيرية للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية، صعوبتها منذ فترة طويلة في توفير مصاحف «برايل» للراغبين من المعاقين والمعاقات بصريا، معتبرة أن ذلك يمثل تحديا في ظل عدم تجاوب الجهات المعنية بطباعة مصحف «برايل» في السعودية، مع المراسلات التي تم إرسالها منذ سنين.
وانتقد محمد توفيق بلو أمين عام جمعية إبصار الخيرية، غياب الآلية المتبعة في توزيع مصاحف «برايل»، مبينا أن بعض الجهات المعنية بذلك في السعودية لم تجد الجمعية أي تجاوب معها كتابيا أو هاتفيا.
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تحاول جمعية إبصار تلبية طلبات كثيرة من مسلمين عرب في فرنسا وأميركا، إضافة إلى بعض الجمعيات الخيرية المعنية بالمكفوفين في السودان والعراق والأردن وفلسطين، فضلا عن عدد كبير من مستفيدي الجمعية من الكفيفين والكفيفات في المملكة، والذين يتواصلون معنا لطلب كميات من «مصحف برايل »، مشيرا إلى أن الجمعية تمتلك ثلاثة مصاحف برايل فقط.
في حين أكد أحمد أبو حسان مستشار جمعية إبصار للعلاقات العامة والإعلام أن الجمعية تلقت مؤخرا خطابا من المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين بالأردن يطلب توفير 150 نسخة للمعاقين بصريا في جمعية المكفوفين العربية بفلسطين، مضيفا «تم التواصل مع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة والذي بدوره أحال التواصل إلى إدارة التربية الخاصة التابعة لوزارة التربية والتعليم بالرياض والذين لم يتجاوبوا مع أي اتصال هاتفي، وتم الرجوع بعد ذلك إلى المجمع الذي أحالنا بدوره إلى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والأوقاف بالرياض ومن ثم تمت الإحالة إلى قسم المصاحف والذي أكد رئيسه بعد عدة اتصالات أنه تم منعهم من طباعة (مصحف برايل)، محيلا تواصل الجمعية إلى إدارة التربية الخاصة بإدارة التربية والتعليم بالرياض مرة أخرى دون فائدة تذكر».
وهنا، علق مدير عام مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بطريقة «برايل» قائلا: «نحن جهة حكومية تتبع وزارة التربية والتعليم وهي الوحيدة المخولة بذلك في المملكة».
وأرجع أنور الخطار سبب تأخر آلية العمل في المطابع إلى ما وصفه بـ«الصراع» مع احتكار الشركة المصنعة لآلات الطباعة البالغ عددها 8 طابعات، موضحا أن عدد المسجلين رسميا لدى المطابع يصل إلى 2100 مشترك من خارج المملكة، فضلا عن 500 آخرين في السعودية.
واستطرد الخطار في القول: «تأخرت عملية الطباعة لدينا قبل نحو ستة أشهر نتيجة عطل في الطابعات، حيث إن إصلاحها يتطلب جلب المسؤول عنها من بلد المنشأ على خلفية عدم توفر قطع غيارها في السوق، إضافة إلى صعوبة تركيبها أيضا، غير أننا تمكنا من معالجة الخلل وإشراك القطاع الخاص في عملية الطباعة نتيجة تكدس الطلبات لدينا».
ولفت أنور الخطار إلى أن آلية التوزيع تأخذ في الاعتبار الأولوية، إذ تبدأ بالمكفوفين والمكفوفات الأفراد والمنظمات داخل المملكة ومن ثم تلبية طلبات المنظمات الموجودة خارج السعودية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن القرآن الكريم بطريقة «برايل» تتم طباعة كل نسخة منه في ستة مجلدات.
وتابع الخطار «طريقة طباعة المصاحف بتلك اللغة كبيرة جدا كونها تعتمد على التنقيط، حيث إنه في بعض الأحيان نكتشف أخطاء قد لا تتجاوز فقدان نقطة واحدة، إلا أننا نضطر مجددا لإعادة طباعة المجلد بالكامل باعتباره قرآنا كريما لا يقبل الخطأ، ولا يمكن توزيع كل مجلد على حدة، إذ ينبغي الانتهاء من المجلدات الستة وتوزيعها بالكامل». وأكد مدير عام مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بطريقة «برايل» على وجود خطة تطويرية تم البدء في تنفيذها فعليا، والمتمثلة في طباعة نحو 6 آلاف نسخة سنويا بعد أن كانت لا تتجاوز الـ2000 نسخة في السابق – بحسب قوله. وكشف مدير عام مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بطريقة «برايل» عن الانتهاء من طباعة 2000 نسخة لمناهج القرآن الكريم بطريقة «برايل» والتي سيتم توزيعها على طلاب وطالبات المدارس مع بداية الفصل الدراسي الجديد.
وزاد الخطار «كان الطلاب والطالبات في السابق يعتمدون على طباعة القرآن الكريم بشكل بسيط أو المصاحف القديمة، غير أن مطابع خادم الحرمين الشريفين قامت (تطوعيا) بطباعة كافة مناهج القرآن الكريم في المدارس كي لا ينتظر الطالب أو الطالبة المصحف كاملا بمجلداته الـ6. في حين يتيح ذلك لنا المجال كي ننهي طباعة المصاحف بالكامل».