أفصحت لـ "الاقتصادية" أمانة المنطقة الشرقية عن وضع ضوابط محددة للحد من انتشار أبراج شركات الاتصالات على أسطح المنازل وداخل الأحياء مع مراعاة أهمية إيصال الخدمة إلى أوسع نطاق في المنطقة لخدمة المواطنين بالدرجة الأولى، حيث يصل عدد الأبراج داخل النطاق العمراني في حاضرة الدمام وحدها إلى نحو 350 برجا، بينما هناك تزايد في الطلب على تركيب أبراج، في حين أن هناك نحو 97 طلبا من شركة واحدة لتركيب أبراج خلال العام الجاري.
وأوضح لـ "الاقتصادية" المهندس مشعل خالد بوعبيد المختص بتراخيص أبراج الجوال في أمانة المنطقة الشرقية، أن الأمانة شرعت في وقف إصدار تصاريح العربات المتحركة واستبدالها بأبراج مؤقتة في مساحة محدودة لا تتجاوز 40 مترا مربعا، ويتم تنصيبها على خرسانة مسلحة مسبقة الصنع ليتم تركيبها وإزالتها بسهولة.
مشيرا إلى أنه تمت إزالة بعض الأبراج نظرا لشكاوى بعض المواطنين نتيجة للانزعاج أو لأسباب أخرى، وتمت معالجة وضع تلك الأبراج إما بالإزاحة أو الإزالة، وذلك لإبعادها عن المناطق ذات الكثافة السكانية قدر الإمكان، ووضعها في أماكن بعيدة نسبية بحيث لا يؤثر ذلك في مستوى التغطية والخدمة التي يطلبها كل مواطن.
وأشار إلى أن الأمانة حريصة كل الحرص على تطبيق كل الضوابط وتطبيق الأنظمة، مع إلزام الشركة المرخص لها بوضع برج على قبول مشاركة شركة أخرى في البرج نفسه متى ما كانت الحاجة قائمة للشركة الأخرى، وذلك للحد من تعدد الأبراج في مكان واحد.
مؤكدا أن هناك توجها أيضا لإلزام شركات الاتصالات بوضع تصاميم جديدة للأبراج بهدف تحسين الصورة البصرية على الرؤية، وأن تواكب الجوانب الجمالية في المواقع السياحية خاصة إذا كانت تلك الأبراج يتم تركيبها في بعض مواقع تملكها الأمانة، سواء على الأرصفة أو الواجهات البحرية أو حتى الحدائق العامة.
إضافة إلى وضع بعض الأبراج على أعمدة الإنارة بشكل يتلاءم مع الجوانب الجمالية للطرق والشوارع الرئيسة في المدن.
وقال إن الضوابط والاشتراطات التخطيطية والبلدية تراعي ملاءمة هذه الأبراج لموقع المنطقة ومكانتها السياحية، مع التقليل من عدد الأبراج بدمج طلبات شركات الاتصالات في برج واحد لكل موقع، وهو ما بدأ تفعيله في الآونة الأخيرة.
مشيرا إلى أنه لا توجد حلول جذرية حتى الآن للتخلص من الأبراج، بقدر استخدام وسائل وطرق أخرى، سواء بالتصاميم الجديدة أو تركيبها على الأرصفة وفي بعض الميادين.
في حين أن الأمانة حريصة على عدم إصدار أي ترخيص ما لم يكن موقع البرج ونوعيته مطابقا للضوابط والاشتراطات، وفي حال وجود مشكلة تتم معالجتها من قبل الأمانة إما بالإزالة أو الإزاحة.
وأضاف المهندس بوعبيد قائلاً: إن أبراج الاتصال موجودة في أغلب دول العالم، ولكن ربما قد لا تشاهد بسهولة كما هو حاصل عندنا، وفي دبي على سبيل المثال هناك مئات الأبراج، ولكن أغلبها تقع على أسطح المباني العالية، حيث أغلب المباني هناك تعتمد على البناء الراسي، وفي هذه الحالة لا تكن الأبراج واضحة أو بارزة كما هو عندنا في المملكة.
ولم يخف بوعبيد وجود الكثير من شكاوى المواطنين وبعض المصابين بفوبيا الخوف من ضرر تلك الأبراج على الصحة العامة، مشيرا إلى أنه بحكم تخصصه ترده الكثير من الشكاوى والمطالبات بإزالة أبراج في بعض الأحياء، وأحيانا تكون شكاوى غير مبررة ودون أسباب، ولكن في حال وجدت الأمانة وجاهة الشكوى فإنها تنظر في وضع البرج وتتم معالجة الموضوع بنقله إلى موقع آخر أو إزالته.
وحول ما يتردد من وجود الأبراج قرب المنازل ما قد يعرض صحة المواطنين لبعض الأمراض مثل السرطان وغيره، قال: إن الأمانة حريصة على مصلحة المواطنين، وما يجري على الآخرين يجري علينا، ولكن لا بد أن ندرك أن هذه تقنية نحتاج إليها جميعا ولا يمكن الاستغناء عنها، في حين أنه من خلال المتابعة والتقارير فإن هناك إجماعا علميا من قبل الجهات البحثية والصحية العالمية المستقلة مثل منظمة الصحة العالمية ووكالة الغذاء والدواء الأمريكية وغيرهما من الجمعيات العلمية والأوروبية المتخصصة على عدم وجود أضرار صحية من الإشعاعات اللاسلكية الناتجة عن الجوال أو أبراج الشبكة، ومع أن هذه الجهات تؤكد الحاجة إلى مزيد من البحوث العلمية لإثبات ذلك من عدمه، ولكن الالتزام بضوابط وزارة الشؤون البلدية والقروية يضمن التأكد من عدم وجود أضرار صحية سلبية من جراء إنشاء هذه الأبراج في حال مطابقتها للمواصفات العالمية.
في حين أن هناك قياسات ومعايير لكثافة الطاقة المنبعثة من الأبراج.
وأشار المهندس بوعبيد إلى أن الوضع مطمئن صحيا وليس لوجود الأبراج أضرار صحية متى ما تم تركيبها وفق المواصفات العالمية، وهي موجودة في دول العالم.
مشيرا إلى الحاجة إلى توعية المواطنين والمستفيدين من الخدمة بأن كل المنظمات العالمية لم تثبت ضررها حتى الآن، مهيباً بشركات الصالات أن تقوم بدورها في جانب المسؤولية الاجتماعية، على الأقل أن تراعي في تصاميمها لأبراج الجوال النواحي الجمالية، بما يعكس أهمية المنطقة سياحيا، وأن تقوم بتطوير الميادين عند وضع الأبراج ليعطي لوحة جمالية للبرج والمنطقة.
مشيرا إلى أن مجال البرج في حدود 500 متر، وهو ما يعني أن يكون بين برج وآخر مسافة كيلو متر واحد.