اعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود اليوم الجمعة ان المراقبين مستعدون للتوجه الى التريمسة في محافظة حماة حيث افيد عن مجزرة امس للتحقق مما حصل، "عندما يكون هناك وقف جدي لاطلاق النار".وقال مود في مؤتمر صحافي في دمشق ان بعثة المراقبين الدوليين "مستعدة للتوجه (الى التريمسة) والتحقق من الوقائع اذا او عندما يحصل وقف جدي لاطلاق النار".
واضاف الجنرال النروجي "كما تعلمون جميعا، لقد علقت بعثة المراقبين الدوليين مهمتها بسبب المستوى غير المقبول من العنف ميدانيا (...) الا ان (البعثة التي ينتشر) مراقبوها في جميع المناطق تشاهد ما يجري وتتواصل مع جميع الاطراف على أرض الواقع".
وتابع ان المراقبين من خلال وجودهم في محافظة حماة (وسط) "تمكنوا امس من معاينة استمرار القتال في محيط التريمسة التي شاركت فيها وحدات الية والمدفعية والحوامات".
واشار الى ان المراقبين تمكنوا من "مشاهدة ذلك من مسافة خمسة الى ستة كيلومترات".
وكرر مود استعداد البعثة للذهاب "مع فريق أكبر للتحقق من الواقع ميدانيا" في حال حصول وقف "جدي" لاطلاق النار، معربا عن امله "بالتحقق من وقائع اضافية خلال الايام او الساعات القادمة، لان الحصول على هذه الوقائع سيخدم فعلا وبشكل افضل الجميع وخصوصا السوريين".
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد ان القوات النظامية قصفت بلدة التريمسة في هجوم بالدبابات والمروحيات، ما ادى الى مقتل اكثر من 150 شخصا.
واظهر تسجيل فيديو نشره ناشطون على الانترنت جثث رجال ممددين ووجوهمم تغطيها الدماء والغبار وبعضهم لا يمكن تبيان ملامحهم.
واعرب مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان عن "صدمته وروعه" للتقارير الاخيرة بوقوع مجزرة في بلده التريمسة بالقرب من حماة.
وقال في بيان نشر الجمعة في جنيف، ان ذلك يشكل "انتهاكا لالتزام الحكومة وقف استخدام الاسلحة الثقيلة في اماكن سكنية والتزامها بالنقاط الست لخطة السلام" التي تنص على وقف كل اشكال العنف وسحب الدبابات من الشوارع.
واتهمت دمشق الجمعة "قنوات الاعلام الدموي" و"مجموعات ارهابية مسلحة" بارتكاب هذه المجزرة لاستجرار التدخل الخارجي، فيما طالبت المعارضة السورية مجلس الامن الدولي باصدار قرار "عاجل وحاسم" حيال نظام دمشق الذي اتهمته بالجريمة.
وبدأت بعثة المراقبين الدوليين عملها في سوريا في منتصف نيسان/ابريل للتحقق من وقف اعمال العنف بعد الاعلان عن وقف لاطلاق النار لم يطبق على الارض.
وعلقت البعثة المؤلفة من 300 عنصر غير مسلح عملياتها في منتصف حزيران/يونيو، بسبب "تصاعد العنف بشكل كبير" في البلاد التي تشهد احداثا دامية منذ منتصف اذار/مارس 2011 ذهب ضحيتها اكثر من 17 الف قتيل اغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتنتهي مهمة بعثة المراقبين المحددة بتسعين يوما في العشرين من تموز/يوليو. ويجري مجلس الامن مشاورات حول مستقبل هذه البعثة.