عد بيان أصدره دعاة وأكاديميين شرعيين سعوديين، أن تمثيل وقائع حياة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، عملا محرما يحرم مشاهدته، داعين عموم المسلمين إلى مقاطعة القنوات التي ستبث مسلسل "عمر"، خلال شهر رمضان المبارك، متسائلين، هل سيطرق المسلسل إلى إشهار الفاروق لعقيدة الولاء والبراء، ومن ذلك تطهير جزيرة العرب من المشركين، وتسيير الجيوش.
وتسأل العلماء، البيان، الذي وقع عليه 18 من العلماء والدعاة، "كيف يستطيع مجموعة من الممثلين الجهلة والفساق – على فرض حسن النية – أن يمثلوا شخصية الفاروق، بحيث تكون أقوالهم وسلوكهم محلاً للتأسي والاقتداء للأمة، فالنتيجة: إما تحريف للدين في أذهان المشاهدين، أو تحريف لسيرة هؤلاء الصحابة في أفعال الممثلين، ولذا وجب منع ذلك في حق الصحابة.
وأضافوا "هناك قواعد عظيمة في الشريعة، وجوانب متينة في عقيدة التوحيد، تجلت في شخصية عمر بن الخطاب، هل سيتطرق لها المسلسل أم سيغفلها ؟"، معددين منها قوته الصارمة في الحق، وردعه لأهل البدع والأهواء، وإشهار عقيدة الولاء والبراء، ومن ذلك تطهير جزيرة العرب من المشركين، وتسيير الجيوش للفتوحات، ورفضه التنازلات والمداهنات في الدين".
وتسألوا أيضاً، هل سيرد في المسلسل، "صده لأبواب الشر وذرائعه، ومحاربته للمنافقين وتهديده بقتلهم، وسد ذرائع الفتن والشهوات المحرمة، ومن ذلك منعه للاختلاط بين الرجال والنساء، ومنعه الجهر بالآراء المخالفة للشريعة، وتأديب المخالفين للشرع، وذلك أنها تخالف رسالة هذه القناة التي ستعرض المسلسل وتتعارض مع منهج بعض المفتين لها".
وتابعوا في بيانهم، "أم أن التركيز سيكون على جوانب عمر الإدارية والرقابية، وإقامة العدل بين الناس وحقوق الأقليات، ونحو ذلك مما يسمى بلغة العصر الجوانب المدنية، وهذه وإن كانت جوانب حقيقية في شخصية عمر، لكن التركيز عليها وحدها دون الجوانب الأخرى، تشويه لهذه الشخصية الرائدة في تاريخ الإسلام".
وذكر البيان، أن منع تمثيل الصحابة، مما استقرت عليه الفتوى بين علماء المسلمين من يوم أن ظهر التمثيل في الواقع ، وتحقق في هذا الأمر ما يسمى عند العلماء بالإجماع السكوتي، معالمه اجتماع مجامع الفتوى الكبرى على ذلك، مثل هيئة كبار العلماء، ومجمع الفقه الإسلامي، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر".
وأضاف العاماء عبر بيانهم، أن تخطي هذا الإجماع والاجتماع، فتح لباب فتنة وشر يبوء بإثمه كل مشارك في مثل هذه الأعمال الخاطئة، فيما رد العلماء حجة المجيزين لهذا العمل والتي تستند إلى عدم وجود نص مباشر للمنع، بأنه مستند واهٍ لا يقول بـه فـقيه، مشيرين إلى أن كل النصوص التي فيها ذكر لحرمة الصحابة وبيان عظيم مقامهم، تصلح أدلة لتحريم تمثيل أشـخاصهم، وكـل عمل يغض من مكانتهم.
وفي ردهم على من اشتراط النص الظاهر للقول بالتحريم، بأن ذلك فتح لباب التحريف للأحكام الشرعية، فإن كثيراً منها مستندها أدلة استنباطية، ومن ذلك الفتوى بمنع تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم إن العلل والأدلة الواردة في منع تمثيل الأنبياء، والمفاسد الحاصلة بذلك، موجودة في حق الصحابة
وقال، "الذي تجرأ على تمثيل الصحابة، بعد استقرار الفتوى على منعه، سيتجرأ لاحقاً على تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بجامع العلة أو بنفي الفارق أو عدم تأثيره، أي أنه سيشهر الحيثيات نفسها التي يشهرها اليوم لتسويغ تمثيل الصحابة، وهكذا فعل أهل الكتاب؛ مثلوا أحبارهم ورهبانهم أولاً، ثم مثلوا أنبيائهم لاحقاً".
وتطرق البيان، إلى حال التمثيل اليوم وما يتلبس فيه من منكرات؛ كسفور النساء واختلاطهن بالرجال ، وخضوعهن بالقول لهم، والخلوة المحرمة، والموسيقى التصويرية، وتصوير أن ذلك يمثل طريقة حياة الصحابة، لهو من الاجتراء على مقامهم، وهو تزوير لطريقة حياتهم، وكذب عليهم وتحريف للدين.
الموقعون على البيان:
1- العلامة الشيخ د.عبدالرحمن بن ناصر البراك، أستاذ العقيدة بجامعة الإمام سابقاً.
2- الشيخ أ.د.ناصر بن سليمان العمر، الأمين العام لرابطة علماء المسلمين.
3- الشيخ د.محمد بن ناصر السحيباني، عميد كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة سابقاً، والمدرس بالحرم النبوي.
4- الشيخ أ.د.علي بن سعيد الغامدي، أستاذ الفقه بجامعة الإمام والمدرس بالحرم النبوي سابقاً والمحامي.
5- الشيخ د.أحمد بن عبدالله العماري الزهراني، عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية سابقاً.
6- الشيخ د.عبدالسلام بن إبراهيم الحصين، أستاذ الجامعي.
7- الشيخ د.محمد بن عبدالعزيز الخضيري، الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود.
8- الشيخ د.عبدالعزيز بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام المساعد لرابطة علماء المسلمين.
9- الشيخ د.ناصر بن محمد الأحمد.
10- الشيخ د.خالد بن عبدالله الشمراني، أستاذ الفقه المشارك بجامعة أم القرى.
11- الشيخ د.محمد بن عبدالله الخضيري، أستاذ العقيدة المشارك بجامعة القصيم.
12- الشيخ د.محمد بن سليمان البراك، الأستاذ المشارك بكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى.
13- الشيخ أ.د.سعد بن عبدالله الحميد، أستاذ الحديث بجامعة الملك سعود.
14- الشيخ د.عبدالله بن عمر الدميجي، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
15- الشيخ د.خالد بن عثمان السبت، أستاذ التفسير وعلومه بجامعة الدمام.
16- الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله المبدل، أستاذ مساعد في جامعة الملك سعود.
17- الشيخ د.ناصر بن يحيى الحنيني، المشرف العام على مركز الفكر المعاصر.
18- الشيخ أ.د.وليد بن عثمان الرشودي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بالرياض.