أسهم دخول مشغلي المخابز الموقتة قبيل بداية شهر رمضان المبارك في خلق أزمة دقيق في منطقة مكة المكرمة أدت إلى انعدام أكياس الدقيـــق في بعض منافذ البيع الكبيرة بعد ارتفاع الطــــلب المفاجئ على أصناف محددة من الدقيق المستخدم في صـــناعة المعجنات ورقائق «السمبوسة»، الأمر الذي أدى إلى انعدام الدقيق في منافذ البيع في محافظات الطائف وجدة والقنفذة.
واتهم أعضاء في لجنة المخابز في جدة من وصفوهم بـ «المشغلين غير النظاميين» بالتسبب في خلق الأزمة.
إذ أكدوا أنها «محدودة ومفتعــلة»، مشيرين إلى أن المؤسسة العامة لمصانع الغلال ومطاحن الدقيق ملتزمة بتسليم الكميات في أوقاتها المحددة لكافة المشغلين المعتمدين لديها لتوريد الدقيق، مشددين على أن المخابز الرئيسة والكبيرة لا تعاني من أي نقص في الدقيق في منطقة مكة المكرمة.
وأوضح عضو لجنة المخابز في الغرفة التجارية والصناعية بجدة علي الشهري أن دخول بعض المشغلين «الموسميين» وزيادة الطلب التي شهدتها بعض نقاط الــتوزيع الكـــبيرة ومنـافذ بيع الدقيـــق، أسهم في ما وصفه بـ «الأزمة المفتعلة»، مشيراً إلى أن أولئك المشغـــلين ليس لهم وضع نظامي أو رسمي.
ولفت الشهري إلى أن مؤسســة الغلال تعمل بطاقتها الكاملة لضمان وصول الدقيق إلى المشغلين كافة «بوضع طبيعي» بنسبة تصل إلى 90 في المئة، من دون وجود أي نقص في الكميات، مؤكداً أن المخابز الكبيرة والكميات المعتمدة لها من المؤسسة تسير وفقاً لما هو متفق عليه، ولم تشهد أي مشكلات نقص في الكميات أو تأخر مواعيد تسليم.
إلا أن ملاك مخابز صغيرة اتهموا بعض المشغلين المعتمدين لدى المؤسسة بتوجيه الكميات إلى المخابز الكبيرة لزيادة الطلب الموسمي على تلك المخابز، وهو ما أسهم في خفض الحصة التي يحصلون عليها عادة من نقاط البيع أو من المشغلين الرسميين، مؤكدين أن ذلك أســـــهم فــــي خفض الإنتاج في المخابز الصغيرة.
وزاد في المقابل في المخابز الكبيرة على حد قول سليمان بن عمار الزيد، الذي نوه بأن المشغلين المتعاقدين مع عملاء لهم في الطائف والقنفذة وبعض المناطق الأخرى البعيدة عن مكة المكرمة وجدة، بدأوا منذ أقل من أسبوع في تأخير الطلبيات والحصص المخصصة لعملائهم من الدقيق، بحجة أن الطلب زاد عليه في مكة وجدة - على حد قوله -، الأمر الذي تسبب في نقص واضح شهده الكثير من أصحاب المخابز الصغيرة وحتى المواطنون الذين لم يجدوا الدقيق في منافذ البيع التقليدية لعدم وصول الكميات في أوقاتها المفترضة في تلك المحافظات.
وأشار عضو لجنة مخابز جدة عمر بارفعة إلى أن المشكلة «مختلقة» من جانب أصحاب مخابز موقتة، وهم الذين يعملون مع بداية موسم شهر رمضان في صناعة أنواع مختلفة من الخبز، إلا أن الكميات المعتمدة للدقيق مستمرة بوضعها الطبيعي.
ولم تشهــــد المخابز الكبيرة أو المنافذ المخصصة للبيع أي نقص يذكر (على حد قوله).
وأكد بارفعة أن المشغلين المعتمدين من جانب المؤسسة ملتزمون بتسليم الكميات، فيما ملاك المخابز الكبـــيرة يتلقون الكميات المخصصة لهم من المــــؤسسة مباشرة من دون نقص وفي المواعيد المحددة.