وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تهديدا مباشرا إلى إيران يتهمها فيه بأنها المسؤولة عن عملية التفجير التي وقعت مساء أمس في مطار مدينة بورجاس البلغارية وراح ضحيتها سبعة أشخاص، بينهم ستة إسرائيليين وبلغاري واحد. وقال إن إسرائيل سترد بقوة على هذه العملية.
وكانت هذه العملية قد نفذت مساء أمس، حيث انفجرت حقيبة مفخخة تم وضعها في صندوق الحقائب بحافلة ركاب، خلال صعود سياح إسرائيليين إليها. وقد وقفت أربع حافلات في صف واحد، لنقل نحو 170 سائحا إسرائيليا وصلوا لتوهم من مطار اللد. فانفجرت العبوة الناسفة في وسطهم، وشب حريق كبير داخل إحدى الحافلات. وراح السياح الإسرائيليون يهربون إلى كل الاتجاهات، محاولين إنقاذ أطفالهم. وعلق بين ألسنة اللهب عدد من المسنين، الذين لم يستطيعوا القفز من شبابيك الحافلة.
وقد قتل في العملية المرشد السياحي البلغاري الذي جاء لاستقبال السياح الإسرائيليين، وقتل ستة سياح إسرائيليين، وأصيب بجراح 30 سائحا آخرون، نقلوا إلى مستشفيات بورجاس وفارنا القريبة. وشكا السياح من بطء عمليات الإنقاذ، إذ إن البلغار ليسوا أصحاب تجربة في مجابهة حوادث كهذه. وحسب مصدر إسرائيلي، فقد طلب البلغار من إسرائيل مساعدة طبية لمعالجة الجرحى.
وحال وقوع الحادث، اتصل وزير الخارجية البلغاري بالسفير الإسرائيلي في صوفيا واصطحبه في طائرته إلى موقع الحادث. وبدأت الشرطة البلغارية التحقيق في الحادث، وجنبا إلى جنب مع ذلك جرى تجميع الإسرائيليين في قاعة مغلقة، ثم نقلتهم إلى الفنادق. وبالمقابل، أقامت وزارة الخارجية الإسرائيلية غرفة عمليات لمتابعة الأحداث وطمأنة أقارب السياح الإسرائيليين. ونظمت المخابرات الإسرائيلية فرقة خبراء تحقيق لإرسالهم إلى بورجاس للمشاركة في التحقيق لمعرفة الجهة التي نفذت العملية. بينما أرسلت وزارة الصحة طواقم طبية لمتابعة علاج المصابين بإصابات جدية.
وأجرى رئيس الوزراء نتنياهو مشاورات أمنية، قال في أعقابها إن هذه «عملية إرهابية، استغل فيها الإرهابيون نقطة ضعف إنسانية لدى سياح أبرياء توجهوا إلى بلغاريا لقضاء عطلة الصيف». وأضاف: «كل المؤشرات تدل على أيدي إيران في هذه الجريمة. فقد شهدنا حتى خلال الأشهر الأخيرة المحاولات الإيرانية للاعتداء على إسرائيليين في تايلاند وجورجيا وكينيا وقبرص وغيرها. وفي هذا اليوم بالضبط (18 يوليو «تموز») قبل 18 عاما بالضبط، نفذت إيران بواسطة أحد أعوانها من إرهابيي حزب الله اللبناني، عملية إرهابية مروعة على عمارة الطائفة اليهودية في الأرجنتين. والإرهاب الإيراني الوحشي يستمر في الاعتداء على أناس أبرياء.
هذه حملة إرهابية إيرانية تتسع في كل أنحاء العالم، وإسرائيل سترد بقوة جبارة على الإرهاب الإيراني». وبعد عشر دقائق من نشر هذا التهديد، أصدر حزب الله بيانا يؤكد فيه أن لا علاقة له بهذه العملية في بلغاريا.
وقد أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن ثلاثة إسرائيليين على الأقل «وربما أكثر» لقوا حتفهم في الهجوم الذي استهدف حافلة سياحية إسرائيلية في بلغاريا أمس. وحذر باراك من أن إسرائيل ستلاحق مدبري الهجوم «بكل ما أوتيت من قوة».
وقال الوزير في بيان صادر من مكتبه: «نتتبع منذ فترة طويلة خطط منظمات إرهابية - حزب الله وحماس وعناصر إيرانية والجهاد - لتنفيذ هجمات إرهابية في أنحاء العالم». وأضاف: «ستعمل الأجهزة الأمنية بكل ما أوتيت من قوة للوصول إلى منفذي هذا الهجوم ومن أرسلوهم» لتنفيذه.
وتعتبر بورجاس أحد أهم الأهداف السياحية للمواطنين الإسرائيليين، منذ تخليهم عن السياحة في تركيا أواسط سنة 2010، بعد الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة وتفاقم أزمة دبلوماسية في العلاقات بين البلدين. وعلى الرغم من أن «طاقم مكافحة الإرهاب» في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حذر الإسرائيليين من السفر إلى عدد كبير من المناطق السياحية في العالم، فإن بورجاس وبقية المنتجعات البلغارية لم تكن بينها. ومنذ بداية الصيف، يوجد في بورجاس نحو ألف سائح إسرائيلي في كل أسبوع، وفي فارنا عدد مماثل، بينهم الكثير من المواطنين العرب (فلسطينيو 48).
وقد نقل راديو «بي إن آر» البلغاري الحكومي عن وزير الداخلية، تسفيتان تسفيتانوف، قوله إن الانفجار الذي استهدف حافلة تقل سياحا إسرائيليين وقتل أربعة أشخاص على الأقل وأصاب العشرات عند مطار بورجاس - كان هجوما متعمدا. ونقل الراديو عن تسفيتانوف قوله إن الشرطة تحقق في سببين محتملين للانفجار؛ أولهما وضع شحنة ناسفة في الحافلة قبل أن يركبها السياح، والثاني أن المتفجرات كانت في حقائب السياح.
وقالت إسرائيلية كانت على متن الحافلة إن الانفجار الذي قتل فيه ثلاثة أشخاص نتج على الأرجح عن هجوم انتحاري.
وقالت أفيفا مالكا لإذاعة الجيش الإسرائيلي ردا على سؤال في حديث هاتفي من الموقع: «نعتقد أنه كان تفجيرا انتحاريا».
وأضافت: «جلسنا وخلال ثوان سمعنا دويا هائلا.. تمكنا من الهرب من خلال فجوة في الحافلة. شاهدنا جثثا وأصيب كثيرون».