قال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن الرئيس السوري بشار الأسد تعهد يوم الثلاثاء بالسماح للجنة بتوسيع عملياتها الانسانية في البلاد التي تمزقها الحرب.
وذكرت اللجنة أن رئيس الصليب الأحمر بيتر ماورر التقى بالأسد في دمشق لمدة 45 دقيقة وناقشا تحسين توصيل المساعدات للمدنيين واستئناف زيارات السجون المتوقفة منذ مايو آيار.
وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة إن ماورر أكد على الحاجة لتوفير الرعاية الصحية السريعة للجرحى وتسريع واردات الامدادات الطبية والغذاء والمعدات لاصلاح أنظمة إمدادات المياه.
وقال حسن دون الخوض في تفاصيل "أعطى الرئيس الأسد التزامات إيجابية بشأن طلباتنا."
ونقل التلفزيون السوري عن الأسد قوله لماورر إن سوريا ترحب بالعمل الذي تقوم به اللجنة على الاراضي السورية طالما نفذ بطريقة مستقلة وحيادية.
وقال حسن إن ماورر ذهب أيضا إلى ريف دمشق حيث زار مركزا للهلال الأحمر العربي السوري والتقى بمصابين ومتطوعين في الهلال الأحمر.
وجاءت المحادثات ب4ينما قال مسؤول في الأمم المتحدة إن عدد الفارين من سوريا ارتفع بشكل حاد في أغسطس اب حيث تقدم أكثر من مئة ألف سوري بطلبات لجوء في دول مجاورة وهو أعلى رقم شهري إجمالي للاجئين السوريين منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم الأسد قبل 17 شهرا.
ويمثل هذا الرقم جزءا كبيرا من 235368 لاجئا سوريا تقول الأمم المتحدة إنهم سجلوا أسماءهم في العراق والأردن ولبنان وتركيا خلال الصراع.
وقالت ميليسا فليمنج وهي متحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في إفادة صحفية "إنه (العدد المسجل في أغسطس) عدد مذهل ويشير إلى تصعيد كبير في حركة اللاجئين وطالبي اللجوء. وربما يشير العدد إلى وضع متزعزع وعنيف جدا داخل البلاد."
وكانت اللجنة قالت يوم الاثنين في مستهل زيارة ماورر التي تستمر ثلاثة أيام ان الزيارة ستتطرق الى "الموقف الانساني الذي يتدهور بسرعة" في سوريا حيث تحاول قوات الاسد اخماد انتفاضة مستمرة ضد حكمه منذ 17 شهرا كما ستتناول الصعوبات التي تواجه موظفي الاغاثة في سوريا.
ويعمل لحساب اللجنة 50 من موظفي الاغاثة السوريين والأجانب في سوريا لكن نشاطهم قاصر على دمشق منذ أواخر يوليو تموز بسبب القتال العنيف.
ولم تتمكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من إرسال أي قوافل مساعدات منذ أكثر من أسبوعين لكنها تمكنت الأسبوع الماضي من إرسال بعض حصص الغذاء وإمدادات إغاثة أخرى ليوزعها الهلال الأحمر العربي السوري في ريف دمشق وحمص.
وأجرى ماورر وهو دبلوماسي سويسري سابق تولى رئاسة الصليب الأحمر في أول يوليو تموز محادثات ايضا يوم الثلاثاء مع فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري.
وقال ماورر الذي من المقرر أن يلتقي بوزير الداخلية السوري اللواء محمد إبراهيم إنه سيستمر في بذل الجهود في سبيل موافقة سوريا على أن يدخل الصليب الأحمر مراكز الاعتقال التي تقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إنها تحتجز عشرات الالاف من الاشخاص الذين اعتقلوا خلال الصراع.
وفتحت سوريا سجونها للمرة الاولى منذ قرابة عام بموجب اتفاق توصل إليه جاكوب كيلينبرجر الرئيس السابق للصليب الأحمر في زيارته الأولى ضمن ثلاث زيارات قام بها لسوريا.
ولم يتمكن مسؤولو الصليب الأحمر الا من زيارة سجون مركزية في دمشق في سبتمبر أيلول وفي حلب في مايو أيار رغم اتفاق على دخول اللجنة الى كل المنشآت التي تديرها وزارة الداخلية السورية.
وتشرد نحو 1.2 مليون شخص في سوريا بسبب الصراع.
وقال برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه أرسل حصصا غذائية إلى 631750 شخصا في سوريا في أغسطس لكنه يأمل في الوصول إلى 1.5 مليون سوري في سبتمبر.
وقالت اليزابيث بيرز وهي متحدثة باسم البرنامج "ما زالت أعداد كبيرة من السوريين يفرون من منازلهم إلى مناطق أخرى في سوريا -وايضا الى دول مجاورة- حيث يجدون سبلا قليلة للعيش وهم بحاجة إلى مساعدات غذائية."