تعرَّض موقع الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) على شبكة الإنترنت الجمعة لاختراق من قبل ناشطين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ويطلقون على أنفسهم اسم "الجيش السوري الالكتروني"، وذلك ردا على قرار الشركة المذكورة حجب القنوات السورية الرسمية والخاصة عن البث يوم الأربعاء الماضي.
فلدى محاولة الدخول إلى الصفحة الرئيسية لموقع نايل سات على الشبكة العنكبوتية يظهر وكأنه لم يتم يتعرض لأي اختراق، ولكن سرعان ما يتم تحويل المتصفح تلقائيا إلى عنوان آخر يحتوي على البث المباشر للقنوات الفضائية السورية المحجوبة: الفضائية السورية وقناة الدنيا والإخبارية السورية.
كما نشر الناشطون أيضا بيانا ضمَّنوه الترددات البديلة للقنوات المذكورة على قمري يوتلسات وهوت بيرد، بالإضافة إلى عبارة "الجيش السوري الإلكتروتي مرَّ من هنا".
وجاء في نص البيان: "إن قرارات الجامعة العربية بشأن إرسال بعثة مراقبين عرب (إلى سوريا) باءت بالفشل، وقراراتها المتتالية في الحرب على سوريا لازالت تسطر فشلا تلو الآخر... وبات واضحا للجميع أن صوت الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وصوت الباطل مصيره إلى الكتمان الأبدي".
"عناصر المؤامرة"
واعتبر البيان وقف بث القنوات الفضائية السورية "استكمالا لعناصر المؤامرة على سوريا"، متهما إدارة نايل سات بأنها "جزء من تلك المؤامرة"، وبـ "الوقوف إلى جانب كل من قطر والسعودية ومن لفَّ لفَّهما من المستعربين والمنافقين، لا إلى جانب المقاومة والشعب السوري".
كما اتهم البيان إدارة القناة أيضا بـ "انتهاك مواثيق الشرف الإعلامي وأصول ومبادئ العمل الإعلامي، وبعدم مراعاة مشاعر المشاهدين لتلك القنوات".
وتابع البيان قائلا: "لذلك قررنا باسمنا وباسم الشعب السوري اختراق موقعكم الهش الضعيف، واستبداله بالبث المباشر لقناة الدنيا الفضائية".
وختم البيان بالقول: "إعلامنا هو صوت الحقيقة، وسوف لن نعدم وسيلة لإيصال هذا الصوت إلى كل العالم".
هذا وكانت إدارتا القمرين الصناعيين نايلسات وعربسات قد أوقفتا بث القنوات الفضائية السورية الموالية للنظام السوري في أعقاب توصية تم إقرارها في الاجتماع الدوري للجنة الوزارية العربية التابعة للجامعة العربية بالقاهرة يوم الأربعاء الماضي.
هذا ولم يسنَّ لنا الحصول على رد رسمي أو تعليق من قبل إدارة نايل سات على عملية اختراق موقع الشركة على الإنترنت.
وكان وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، قد اعتبر قرار وقف بث القنوات الفضائية السورية على قمري عربسات ونايل سات "بمثابة أمر عمليات يتوقع منفذوه أن يؤدي إلى نتائج تخدم مشروعهم للنيل من سوريا".
وقال الوزير السوري: "إن القرار لا يساعد على حل الأزمة في سوريا ولا على إجراء حوار بين السوريين، إنما يهدف إلى إعلاء صوت المؤامرة وإسكات صوت الشعب".
حرب إلكترونية
ويُعتبر الهجوم الإلكتروني على موقع نايل سات الأحدث في سلسلة هجمات في سياق حرب إلكترونية تستهدف مؤسسات إعلامية ووكالات أنباء وشركات طاقة وبريد إلكتروني تابع لجهات عامة وخاصة، وحتى أفراد، تشنها حكومات معادية أو جماعات مسلحة أو نشطاء متسللين ولدوافع سياسية.
تعرض موقع قناة الجزيرة القطرية للاختراق قبل أيام من قبل نشطاء موالين للأسد
فقد جاء الاختراق بعد يومين من قيام مجموعة أطلقت على نفسها اسم "الراشدون" باختراق مواقع قناة الجزيرة الفضائية القطرية بنسختيها العربية والإنجليزية وتعطيل بريدها الالكتروني الرئيسي لبعض الوقت ردا على ما اعتبره النشطاء الموالون للنظام السوري "تغطية منحازة تقدمها القناة للأحداث في سوريا".
وسبق لما يطلق على نفسه "الجيش السوري الإلكتروني" أن اخترق مواقع معارضة للحكومة السورية، ومنها موقع الجزيرة نفسه والبريد الإلكتروني للصحفيين العاملين في المحطة، بالإضافة إلى مواقع وسائل إعلامية وجهات عربية وغربية أخرى مؤيدة للمعارضة السورية.
وتعرضت بوابة التدوين بموقع رويترز الإخباري للاختراق أيضا الشهر الماضي، ونشر المهاجمون نبأ كاذبا يعلن وفاة وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، على موقع تدوين خاص بصحفي من رويترز.
وعلى الطرف الآخر، تعرضت مواقع تابع لوسائل إعلام سورية حكومية وخاصة، بالإضافة إلى مواقع الجهات الرسمية السورية، للقرصنة الإلكترونية من قبل نشطاء معادين للنظام السوري.