كشف لـ ''الاقتصادية'' المهندس علي بن صالح البراك، رئيس الشركة السعودية للكهرباء أن السعودية تنتح حاليا نحو 20 من حاجتها للطاقة الكهرباء بلا وقود، وذلك باستخدام طريقة ''الدورات المركبة'' والتي توظف العادم الصادر عن محطات التوليد القديمة، أو من خلال مشاريعها في مجال استخدام الطاقة الشمسية.
وقال البراك ''برنامج التخفيف من الاعتماد على الوقود في إنتاج الطاقة الكهربائية بدأته الشركة منذ نحو أربع سنوات لتحويل جميع مانسميه محطات الدورة المفتوحة أي التي تستهلك وقودا، إضافة إلى اعتماد هذه التقنية في محطات التوليد الجديدة أو مشاريع التوسعة.
وبين رئيس الشركة السعودية للكهرباء أن هذا البرنامج سيستمر لنحو ست أو سبع سنوات، بحيث تستكمل جميع المحطات ويتم تحويلها إلى دورات مركبة، متوقعا أنه إذا استكملت تلك المشاريع فسترتفع نسبة الإنتاج بلا وقود إلى 40 في المائة من طاقة المملكة لتصبح محطات ذات دورة مركبة أو مزدوجة.
وحول تركيز الشركة السعودية للكهرباء على إنشاء محطات التوليد الجديدة وشبكات النقل الحديثة، وإهمال القديمة منها، ما تسبب في أعطال واسعة خلال فصل الصيف قال البراك ''بالنسبة لشبكات التوزيع كنا نعاني تقادم الشبكات وكنا نؤجلها لأننا نعطي أولوية لمحطات التوليد وشبكات النقل لأنها هي الأخطر وهي الأهم وهذه من السهل حل مشكلاتها بالنسبة لشبكات التوزيع.. ولكن الآن يوجد برنامج قوي لإحلال مثل هذه الشبكات''.
وقال البراك إن الشركة تقوم الآن بإحلال شبكات جديدة مكان القديمة، حيث يجري العمل على استبدال نحو 25 في المائة منها في المدن، متوقعا أن يتم خلال السنتين أو الثلاث سنوات القادمة استكمال الإحلال بالنسبة للشبكات القديمة.
وتأتي تصريحات رئيس الشركة السعودية للكهرباء بعد أيام من توجيه بنك ''سيتي جروب'' تحذيرا للسعودية من إفراطها في الاعتماد على النفط لإنتاج الطاقة الكهربائية وسياسة التسعير في المملكة. وأشار إلى أنها قد تجبر السعودية على استيراد احتياجاتها من النفط في عام 2030.
هذا وكان البراك قد أكد في كلمة له بعد تدشينه أول محطة توليد للكهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في السعودية في منطقة جزيرة فرسان (يونيو) الماضي، أن هذه المشاريع تمثل بداية عصر جديد لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في المملكة، موضحا أنه تم ربط أول محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في السعودية بشبكة التوزيع الرئيسة في منطقة جازان إذ يبلغ إنتاج المحطة نحو 864 ألف كيلو وات ساعة سنويا.
وفي هذا الإطار كان عبد السلام بن عبد العزيز اليمني نائب الرئيس للشؤون العامة في الشركة السعودية للكهرباء، قد أوضح لـ ''الاقتصادية'' في وقت سابق من العام الجاري أن نجاح التجربة في جزيرة فرسان يعتبر بداية لتوجه مهم في مجال صناعة الكهرباء في المملكة، مؤكداً أن الشركة ستتجه في المستقبل لتوسعة المحطة في جزيرة فرسان، كما أنها قد تتجه لتطبيق التجربة في محطات الكهرباء الأخرى التي تعد تكلفة نقل الوقود إليها واستخدامه عالية. واعتبر اليمني حينها أن إنشاء محطة فرسان يأتي في إطار الجهود المبذولة من قبل الشركة لإدخال الطاقة النظيفة.
وأشار إلى أنها تجربة مهمة ستستفيد منها الشركة في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في بعض المواقع الأخرى وبخاصة المواقع المعزولة عن الشبكة الكهربائية العامة وذلك لارتفاع تكلفة الإنتاج في تلك المواقع مقارنة بالتكلفة في المواقع المربوطة بالشبكة نتيجة لصعوبة أو عدم اقتصادية ربط تلك المواقع بالشبكة العامة.
وعدد اليمني الفوائد التي ستعود على الشركة وقطاع الكهرباء جراء الاعتماد على إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقوله: إنه على الرغم من حداثة التجربة وعلى الرغم من أن التكلفة الحالية لإنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية ما زالت عالية وغير تنافسية مقارنة بإنتاج الكهرباء عن طريق استخدام الوقود السائل، إلا أنه يمكننا الإشارة إلى أنها ستحقق توفيراً في استخدام ونقل الوقود إلى الجزيرة. وأضاف ''إن التقليل من استخدام الوقود السائل يعني أيضا المحافظة على البيئة''.