بحث عدد من الدول العربية الاربعاء في الامم المتحدة شروط تدخل عسكري "عربي" محتمل في سوريا فيما حضت الامم المتحدة مجلس الامن الدولي "المشلول"، على الاتفاق لايجاد مخرج للنزاع.
وعقد مجلس الامن في اليوم الثاني من اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك اجتماعا وزاريا خصص للربيع العربي واحتلت فيه الازمة السورية حيزا كبيرا من المناقشات.
واعرب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي قامت منظمته بتعليق عضوية دمشق منددة في مطلع ايلول/سبتمبر بوقوع "جرائم ضد الانسانية"، عن اسفه لان "مجلس الامن فشل مرة جديدة في تحقيق اهداف بسبب الخلافات بين الدول الاعضاء الدائمة العضوية فيه".
كما عقد وزراء خارجية الدول الاعضاء في الجامعة العربية اجتماعا مغلقا بحثوا فيه سبل التحرك وجرت مناقشات بين مسؤولين عرب والموفد الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي.
وكان الابراهيمي رسم الاثنين امام مجلس الامن الدولي صورة قاتمة للوضع في سوريا مبديا اسفه لعدم وجود حل في الافق لنزاع اوقع خلال 18 شهرا اكثر من 30 الف قتيل واسفر عن 1,2 مليون نازح داخل سوريا و300 الف لاجئ في الدول المجاورة.
وايد الرئيس التونسي منصف المرزوقي ارسال "قوة حفظ سلام عربية" الى سوريا واصفا الرئيس السوري بشار الاسد ب"دكتاتور دموي .. ونيرون فعلي قادر على تدمير البلاد برمتها للبقاء في السلطة".
وقال متحدثا لوكالة فرانس برس "ينبغي ان تكون هناك قوة تدخل عربية لحفظ السلام".
وجاء موقف المرزوقي غداة دعوة امير قطر الثلاثاء في مجلس الامن الى التدخل العسكري العربي في سوريا "لوقف سفك الدماء".
وتتصدر قطر الدول العربية الداعمة للثورة السورية حيث ذكر اميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الثلاثاء في الامم المتحدة بارسال الجامعة العربية عام 1976 قوة من 30 الف جندي لمحاولة وقف الحرب الاهلية في لبنان. كما تحدث عن خطة بديلة تقضي بفرض منطقة حظر جوي فوق اجزاء من الاراضي السورية.
غير ان الامين العام للجامعة العربية اشار الى ان امير قطر لا يتحدث برأيه عن "قوة مقاتلة" عربية في سوريا.
واعرب الرئيس المصري محمد مرسي عن معارضته لتدخل عسكري اجنبي في سوريا لكنه اكد ان على الرئيس السوري ان يرحل.
وهذا هو الموقف الذي تعلنه الولايات المتحدة منذ اشهر.
وتستبعد واشنطن اي تحرك عسكري مباشر في سوريا غير ان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون ستعلن هذا الاسبوع عن مساعدة اضافية من المعدات "غير القاتلة" للمعارضة السورية، بحسب ما افاد دبلوماسي اميركي.
ومجلس الامن منقسم حول ايجاد مخرج للازمة في سوريا بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من جهة، ومن جهة اخرى روسيا والصين اللتين عرقلتا ثلاثة مشاريع قرارات تهدد دمشق بعقوبات.
وقالت كلينتون خلال الاجتماع الوزاري انه "مع تزايد الفظاعات، ما زال مجلس الامن مشلولا" مشددة على وجوب "السعي مجددا لايجاد وسيلة للتقدم .. من اجل وضع حد لاعمال العنف في سوريا وتحاشي حصول انعكاسات" على الدول المجاورة.
وعبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ عن "صدمتهما" امام عجز الدول الخمس عشرة عن التحرك.
واعتبر رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ان دماء عشرات الاف القتلى في سوريا "وصمة عار فظيعة على سمعة الامم المتحدة".
ولكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القى بمسؤولية الطريق المسدود على "الدول التي تحض معارضي بشار الاسد على رفض وقف لاطلاق النار ورفض التحاور" مع دمشق.
اما وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي فلزم موقعا دفاعيا مؤكدا ان "الصين وفت بواجباتها وتصرفت كقوة ايجابية في البحث عن حل سياسي للمسالة".
واكد ان "الصين مستعدة للانضمام الى باقي الاسرة الدولية لبذل مجهود من اجل تسوية المسالة السورية بطريقة عادلة وسلمية وملائمة".
ويحذر خبراء منذ اشهر من ان الحرب في سوريا بين الاقلية العلوية الحاكمة والمواطنين السنة بغالبيتهم تزيد من حدة الانقسامات الطائفية في العالم العربي ولا سيما بين "الهلال الشيعي" الذي يضم ايران والعراق وسوريا وقسم من لبنان، ودول مثل السعودية وقطر.