قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية خالد طوقان في تصريحات صحافية نشرت السبت ان سفيرا اسرائيليا سابقا في عمان حاول عرقلة البرنامج النووي السلمي الاردني من خلال الطلب من سفراء عدد من الدول "فسخ" اي تعاون نووي مع المملكة.
ونقلت صحيفة الدستور شبه الحكومية عن طوقان قوله "في التصريحات الرسمية لم يكن هناك رفض للبرنامج النووي من الجانب الاسرائيلي لكن كانت هناك بالمقابل محاولات للالتفاف على البرنامج وتعطيل مسيرته".
واشار خصوصا الى "محاولات سفير اسرائيلي سابق في عمان زار عددا من سفراء الدول في عمان التي تتعاون معنا في الموضوع النووي".
واضاف ان السفير الاسرائيلي "زار سفيرا فرنسيا سابقا طالبا منه فسخ اي علاقة تعاون نووي مع الاردن، وهو ما تحدث به كذلك سفير صيني سابق بان السفير الاسرائيلي زاره وطلب منه بوضوح عدم الاستثمار في المجال النووي بالاردن لانها دولة فقيرة اقتصاديا ومائيا كما انه يقع ضمن منطقة زلزالية".
وتابع ان "السفير الكوري السابق افاد ان الجانب الاسرائيلي حاول بقوة عدة مرات فسخ العلاقات النووية مع الاردن (...) الا ان المام السفير الكوري بالبرنامج الاردني جعله قادرا للرد عليه".
وكان العاهل الاردني قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس في 12 ايلول/سبتمبر الماضي ان "المعارضة الاشد لبرنامج الاردن النووي تأتي من اسرائيل". ونفى مسؤول اسرائيلي في اليوم ذاته هذا الاتهام.
وعبر طوقان عن اعتقاده بأن "اسرائيل لن تنجح في محاولاتها لثني الاردن عن السير في مشروعه لان العالم العربي تغير"، مشيرا الى ان "موضوع الطاقة اصبح ملحا للاردن وكثير من دول العالم".
واسرائيل القوة النووية الوحيدة ولكن غير المعلنة في الشرق الاوسط، لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي التي تنظم النشاط النووي.
ووقعت اسرائيل والاردن معاهدة سلام عام 1994.
واكد طوقان ان "السير في البرنامج النووي الاردني تأخر سنتين عن الجدول الزمني المحدد له، لاسباب اهمها حادثة فوكوشيما في اليابان العام الماضي لترقب وانتظار نتائج هذه الحادثة (...) والظروف السياسية المصاحبة للربيع العربي في المنطقة".
واكد ان "الاردن سيدخل العصر النووي بقوة"، مشيرا الى ان "كميات اليورانيوم في المملكة تكفيه لمدة 150 عاما اذا ما تم استغلالها بداخل المحطات النووية الاردنية".
وتابع طوقان ان "فاتورتنا النفطية تفوق المليارين دينار (2,8 مليار دولار) سنويا ما يرهق الاقتصاد الوطني فلا سبيل من ايجاد مصدر بديل للطاقة".
واكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية ان الهيئة "ستقرر مع نهاية العام فيما سيتم اختيار التكنولوجيا الروسية أو الفرنسية اليابانية".
والعرضان مقدمان من قبل "اتوم ستروي اكسبورت" الروسية وائتلاف شركتي "اريفا" الفرنسية و"ميتسوبيشي" اليابانية.
ويأمل الاردن في انشاء اول مفاعل نووي للاغراض السلمية خصوصا لتوليد الكهرباء وتحلية المياه بحلول عام 2019.
وقد اقترح موقعا يبعد 47 كلم شمال شرق عمان في منطقة المجدل بالقرب من خربة السمرا لبناء هذا المفاعل.
ويسعى الاردن،الذي يستورد 95 بالمئة من احتياجاته من الطاقة لايجاد بدائل لامدادات الغاز المصري غير المستقرة والتي تغطي عادة 80 بالمئة من انتاج الطاقة في المملكة.
ومنذ 2011، هوجم خط الانابيب الذي ينقل الغاز من مصر لكل من اسرائيل والاردن خمس عشرة مرة.