أثار كردينال من الروم الكاثوليك ضجة في الفاتيكان بعرض فيلم على موقع يوتيوب يحمل توقعات مثيرة بشأن انتشار الإسلام في أوروبا.
وكان مقطع فيديو مدته سبع دقائق يحمل اسم (التركيبة السكانية للمسلمين) "Muslim Demographics" حديث تجمع دولي للأساقفة يوم الاثنين بعد يومين من عرض الكردينال بيتر تركسون للفيلم أثناء فترة مناقشة حرة.
وقال الأب توماس روزيكا في إفادة للصحفيين الذين لم يسمح لهم بحضور جلسات المجمع الكنسي وهي الأولى منذ عرض الفيلم "عندما وصلنا هذا الصباح سئلت عدة مرات من خطط ذلك؟ ولمن كان ذلك؟ من يقف وراء ذلك؟"
وقال إن الفيلم أثار "أقوى" مناقشة حتى الآن في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أسابيع وقال أحد الأساقفة انه سيرد على تركسون من خلال تقديم تقرير به بيانات مغايرة.
وجعل الفيلم الإسلام على قمة جدول أعمال المجمع الكنسي الذي حضره 262 من الأساقفة. وقال روزيكا "الإسلام كلمة ترددت كثيرا."
ولم يتسن الوصول إلى تركسون للتعليق على سبب اختياره لعرض الفيلم اثناء اجتماع الفاتيكان حيث يناقش الأساقفة سبل زيادة عدد الروم الكاثوليك في البلدان المتقدمة.
وقد وضع مستخدم مجهول الفيلم على موقع يوتيوب عام 2009 وشوهد أكثر من 13 مليون مرة. ويجمع الفيلم بين الموسيقى المثيرة وإحصاءات سكانية ويزعم أن دولا أوروبية مختلفة مثل فرنسا "ستصبح في غضون 39 عاما جمهورية إسلامية."
وأشار منتقدون إلى أن أرقام نسبة المواليد المستخدمة في الفيلم -التي تدعي أن المرأة الفرنسية تنجب في المتوسط 1.8 طفل في حين أن المرأة الفرنسية المسلمة تنجب 8.1 طفل - لا يمكن أن تكون حقيقية لأن فرنسا لا تجمع الإحصاءات وفقا للديانة.
وتشير دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث ومقره الولايات المتحدة إلى أن عدد المسيحيين في عام 2010 قد بلغ 2.18 مليار ونصفهم من الكاثوليك.
وقال المركز إن إجمالي عدد المسلمين من جميع الطوائف 1.6 مليار ومن المتوقع أن يزيد عددهم بنسبة 35 في المئة إلى 2.2 مليار بحلول عام 2030.
ولم تكن علاقة الفاتيكان مع الإسلام على نحو سلس دائما. ففي عام 2006 القى البابا بنديكت السادس عشر خطابا في روزنبرج رأى بعض المسلمين أنه هجوم على الإسلام.
وبسؤاله عن رد فعله لعرض الكردينال الفيلم في الفاتيكان حذر يحيى بالافشيني نائب رئيس الطائفة الإسلامية في إيطاليا من حرب أرقام قائمة على اساليب التخويف من قبل أي طرف.
وقال بالافشيني لرويترز "أعتقد أننا ينبغي أن نركز كمسلمين ومسيحيين على تحدياتنا المشتركة بدلا من أن نتحدى بعضنا بعضا في مواقف مخيفة حول من يزيد أو ينقص."
وأضاف "انها مسؤوليتنا المشتركة كأخوة ومؤمنين بالله."