يرى مغني الراب السعودي قصي خضر ان تقديم هذا النوع من الموسيقى في بلاده ذات البيئة المحافظة لا يقل صعوبة عن رياضة السير على حبل مشدود.
ويقول هذا المغني البالغ من العمر 35 عاما في حديث لوكالة فرانس برس قبيل بدء عرضه في معهد العالم العربي في باريس امام جمهور معظمه من العرب ان "المملكة العربية السعودية بلد محافظ جدا، ونحن جئنا من هذا البلد".
ويضيف هذا الفنان الذي يقدم عرضه باسمه الاول "قصي"، "هذه هي ثقافتنا، وتراثنا، ولدينا من الاسباب ما يجعلنا نحترم هذه الثقافة والتراث".
ويستدرك قائلا "لكن في الوقت نفسه، ليس لدينا هامش واسع من حرية التعبير، لذلك نحن نخضع اعمالنا لنوع من الرقابة الذاتية".
وقصي عضو في فرقة لموسيقى الهيب هوب، وهو السعودي الاول الذي سجل اغاني راب في العام 1994.
وفي العام 1996 غادر السعودية الى الولايات المتحدة لمتاعبة دراسته، حيث بنى اسما له في تنسيق الاسطوانات والعمل الاذاعي.
وبعد عشرة اعوام، عاد الى السعودية التي كانت مختلفة تماما بحسب ما يقول، حيث يدير الان في جدة استوديو خاصا به، رغم ان النظرة السائدة عن الموسيقى ليست ايجابية، وهو يعتبر ان السماح باقامة عروض موسيقية في هذا البلد يكاد يكون "معجزة".
اما مضمون الاغاني، فينبغي ان يتم التعامل معه بدقة شديدة.
ويقول "في الغالبية الساحقة من الاغاني العربية ان لم يكن كلها، تطغى معاني الحب، اما موسيقى الهيب هوب فهي تعالج الحياة اليومية، سواء كان في جدة او في شيكاغو".
فأغاني الهيب هوب تعالج مواضيع يومية مثل مشاريع السهر اليومية، او الانطباعات التي يخرج بها الانسان لدى مشاهدته لخبر سيء على شاشة التلفزيون، وفقا لقصي.
ويضيف "بالنسبة لمغني الراب العرب الموضوع الاساس هو السلام، لانها معركة متواصلة وسنواصل الغناء للسلام حتى تهب نسائمه علينا".
ويتركز مضمون المجموعة الغنائية الجديدة لقصي خضر على مفهوم السلام، وهي تحمل اسم "ذا انيفيتابل تشانج" (التغيير الذي لا يمكن تجنبه)، في اشارة واضحة الى ثورات "الربيع العربي" التي اجتاحت المنطقة وما تزال.
وتقول احدى الاغنيات المسماة "اراب وورلد يونايت"، ان "معظم جرحانا اصيبوا بنيران صديقة".
لكن هذا لا يعتبر بيانا سياسيا او غناء سياسيا مباشرا، فالمطالبة بالديموقراطية تأتي مبطنة او عامة، مثلما تذكر احدى الاغاني "شعبي العربي استيقظ، يبحث عن يوم افضل يعيش فيه".
ويقول قصي "انا لست سياسيا.. هذا ليس مكاني، انا ابث رسائل مموهة للناس الاذكياء الذين يقرأون ما بين السطور".
وقع قصي في العام 2008 مع شركة "بلاتينوم ريكردز، ثم حقق شهرة تلفزيونية مع انضمامه الى فريق برنامج "آرابز غوت تالنت" الذي تبثه شبكة "ام بي سي" السعودية ومقرها دبي، والذي يحظى بمتابعة واسعة في العالم العربي.
ولا يتورع قصي عن الانخراط في اجواء الموسيقى السائدة من خلال مشاركته في هذا البرنامج.
ويقول "انه امر لا يحصل كل يوم في السعودية، ان تجد مغني هيب هوب قد تحول الى شخصية عامة، فالناس الذين كانوا يرفضونني ويكرهونني اصبحوا يحبونني اليوم على ما اظن".
وهو يعتبر مشاركته في هذا البرنامج، الذي يسجل في بيروت ويشاهده عشرات الملايين في العالم العربي، منصة انطلاق سواء لموسيقى الهيب هوب او له هو شخصيا.
ويقول "برنامج +آراب غوت تالنت+ كان نقطة تحول في حياتي، ومنحني الفرصة لاعرف بثقافة الهيب هوب الموجودة بقوة في العالم العربي ولكن في الظل".
وقد رشح قصي هذا الاسبوع لجائزة "ام تي في يوروب اوارد"، وهو ينتقل في اغانيه بشكل مستمر بين الانكليزية والعربية، ويدخل في موسيقاه بعض الالات الشرقية.
ويتحدث عن ذك قائلا "اود القول ان الغناء باللغة الانكليزية أكثر أمانا" اذ انه قد يتيح الافلات من الرقابة.
لكنه رغم ذلك عليه الا يتجاوز الخطوط الحمر في الاغاني التي تتحدث عن الحب.
ويقول "الجنس حاضر دائما، لكنني اتعامل معه برفق، وبطريقة لطيفة مسلية، وليس بشكل مهين او مستفز".
ويختم قائلا "انا احترم ثقافتي واحترم المراة، واحترم العصر الذي اعيش فيه.. لقد نشأت في بيت كله نساء، فلا يمكن ان انظر لهن من هذا المنظار، فهذا يختلف مع شخصيتي وثقافتي".