طلب وزير الداخلية اللبناني، مروان شربل، دراسة إمكانية إعلان مدينة صيدا، أكبر مدن جنوب البلاد، منطقة عسكرية، وذلك بعد معارك أدت إلى سقوط ثلاثة قتلى ليل الأحد بمواجهات بين أنصار رجل الدين السلفي، أحمد الأسير، وعناصر من حزب الله، على خلفية تعليق شعارات دينية.
وقال شربل، الذي توجه إلى صيدا ليل الأحد لمتابعة الوضع الأمني فيها إن مجلس الأمن الفرعي في جنوب لبنان قرر إطلاق "تحقيق جدي" لمعرفة مطلق النار وتوقيفه، كما كشف أنه طلب من الأجهزة الأمنية "دراسة موضوع المنطقة العسكرية."
وأوضح شربل قائلا: "ما يهمني في صيدا ذات التنوع الطائفي والسياسي ومع وجود المخيمات الفلسطينية، هو عدم خلق فتنة بين هذه المجموعات. والجميع يعي خطورة الوضع الذي يداهمنا، بحيث لا تنطلق شرارة الفتنة مجددا من صيدا مثلما بدأت في العام 1975" في إشارة إلى الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت بعد حوادث بصيدا.
وكان الإشكال قد بدأ مع قيام عناصر تابعة للشيخ الأسير، أحد أبرز المنتقدين لحزب الله ومواقفه حيال الوضع السياسي في لبنان وسوريا، بإزالة يافطات تتعلق بذكرى عاشوراء وضعها حزب الله في أحياء مختلطة، معتبراً أنها "استفزازية" علماً أن مدينة صيدا تقطنها غالبية سنيّة، لكنها مركز محافظ الجنوب التي تقطنها غالبية شيعية.
وقد أوضح شربل أن القضاء سيحدد الموقف حيال اليافطات والشعارات الدينية، مؤكداً أن قيادة الجيش "أعطت الأوامر بمنع أي ظهور مسلح" وأضاف: "هناك ضوء أخضر بالقبض على أي شخص مسلح، وفي حال أطلق النار سيكون هناك رد مباشر عليه."
وأوضحت قيادة الجيش اللبناني من جهتها أن المواجهات أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص، أحدهم مصري الجنسية، إلى جانب جرح ستة، مشيرة إلى قيامها بفرض طوق أمني ونشر تعزيزات في المنطقة، وأكدت أنها "لن تتهاون مع أي محاولة للإخلال بالأمن وإثارة الفتنة، وأنها ستتعامل بكل حزم وقوة مع المظاهر المسلحة لأي جهة انتمت."
أما وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فأوضحت أن اثنين من القتلى هم من مؤيدي الأسير، بينما سقط بين الجرحى مسؤول في حزب الله ومرافقه.