لم تقتصر معاناة انفجار ناقلة الغاز في الرياض على الضحايا والمتضررين منه فحسب، بل طال مرتادي الطرقات المحيطة بموقع الحادث بعد أن تم إغلاق الجسر المتضرر، مما أسهم في اختناقات مرورية كبيرة خاصة أوقات الذروة، وأثناء ذهاب الطلاب لمدارسهم والموظفين لأعمالهم وعودتهم منها.
ورصدت "الوطن" خلال جولتها في الأحياء القريبة من موقع الانفجار اختناقات مرورية في الطرقات المؤدية إلى هناك يستغلها العديد من السائقين عذرا في ارتكاب المخالفات المرورية كقطع الإشارات وتجاوز الأرصفة وعكس الشوارع في مشهد غير حضاري يعكس عدم المبالاة في الالتزام بأنظمة المرور، وذلك وسط تأكيد مسؤولين في مرور الرياض في تصريحات صحفية هذا الأسبوع أن الجسر سيغلق لفترة لا تقل عن 7 أشهر وهي مدة يرى السكان أنها طويلة وتضيف لهم معاناة جديدة مع ازدحام العاصمة.
وأكد عدد من السائقين المخالفين الذين رصدتهم "الوطن" في إشارة ضوئية قريبة من موقع الانفجار، أنهم مضطرون لتجاوز الأرصفة وقطع بعض الإشارات للخروج من الازدحام المروري خاصة وأنهم ملتزمون بدوام له توقيت زمني محدد لا يستطيعون التأخر عنه، مشيرين إلى أن "جسر خريص" الذي شهد الانفجار كان شريانا رئيسيا لشرق العاصمة وكان يمتص جزءا كبيرا من حركة السير وينقل المركبات إلى وجهتها ويحد من الازدحام المروري وبعد إغلاقه تفاقمت مشكلة الازدحام وأصبحت الأرصفة المحيطة بالجسر مسرحا للتجاوزات المرورية.
ويرى المواطن سعيد الشملاني أن إغلاق الجسر متعب للسكان ويجعلهم يتجنبون المرور من الطرقات المؤدية إلى موقع الانفجار إلا أن ذلك لا يشفع لبعضهم بارتكاب المخالفات المرورية، لافتا إلى أن مشهد التجاوزات والفوضى المرورية في بعض الطرقات مشهد غير حضاري ويعكس عدم المبالاة بأنظمة المرور ما يتطلب تدخلا من الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة النقل عبر تصميم طرقات فسيحة وجسور تساهم في استيعاب أعداد السيارات، وأيضا تدخل المرور بفرض عقوبات رادعة لمتجاوزي الأنظمة المرورية أسوة بالدول المجاورة التي يحترم فيها النظام نتيجة لتصميم الطرقات بشكل لا يجبر السائقين على المخالفات وأيضا نتيجة للعقوبات الرادعة والمتابعة المستمرة من الجهات المعنية إلى جانب غرس ثقافة احترام الأنظمة لدى النشء.
ويقترح المواطن عبدالله السعيد أن يكون إغلاق الجسر لـ7 أشهر كما صرح به مسؤولو مرور الرياض فرصة لإعادة تصميم الطريق كليا خاصة وأنه يقع في منطقة حيوية تتطلب وضع أنفاق وجسور وطرقات واسعة في موقع الانفجار والطرقات المحيطة به ليكون هناك حل جذري للازدحام اليومي الذي يشهده الجسر قبل وبعد الانفجار.
