اخلي الثلاثاء سبيل الاسلامي ابو قتادة المشتبه بضلوعه في الارهاب بكفالة من سجن بريطاني مشدد الحراسة بعد قبول طعن تقدم به ضد ترحيله الى بلده الاردن.
وخرج ابو قتادة، الاسلامي المتطرف (51 عاما)، من سجن لونغ لارتين في وسط انكلترا في عربة سوداء سارت بسرعة كبيرة، بحسب مشاهد عرضها التلفزيون.
ومن المتوقع نقل ابو قتادة الى منزله في شمال غرب لندن حيث سيفرض عليه حظر للتجول لمدة 16 ساعة في اليوم، بحيث يغادر منزله فقط ما بين الساعة الثامنة صباحا والرابعة بعد الظهر.
كما سيتعين عليه ارتداء جهاز الكتروني لتعقب مكان تواجده دائما، وستفرض قيود على الاشخاص الذين يستطيع مقابلتهم.
ويقبع ابو قتادة الاردني من اصل فلسطيني، في السجون البريطانية منذ سبع سنوات، ويكافح ضد ترحيله الى الاردن، كما امضى معظم الفترة من 2002 وحتى 2005 تحت الاقامة الجبرية.
وحكم على ابو قتادة غيابيا في الاردن في 1998 بالاشغال الشاقة 15 عاما بتهمة الضلوع في هجمات ارهابية.
والاثنين امر القضاء البريطاني بالافراج بكفالة عن ابو قتادة، الذي كان الساعد الايمن في اوروبا لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، وذلك بعد قبول استئنافه ضد تسليمه الى وطنه الاردن الذي يطالب به لمحاكمته بتهمة التورط في مؤامرة.
ويعتبر القرار ضربة للحكومة البريطانية التي حاربت لسنوات من اجل ترحيل الداعية الاسلامي المتطرف الى الاردن.
والثلاثاء صرح نائب رئيس الوزراء نيك كليغ ان الحكومة مصممة على ترحيل ابو قتادة.
وقال لتلفزيون اي تي في "نحن نعارض بقوة حكم المحكمة، وسنطعن فيه، وسنرفع القضية الى الاستئناف".
واضاف "نحن مصممون تماما على ان نرى هذا الرجل يصعد في طائرة ويعود الى الاردن، فمكانه ليس هنا".
وكانت وزيرة الداخلية تيريزا ماي صرحت انها امرت بترحيله بعد ان قدم لها الاردن ضمانات بانه لن يتم استخدام اية ادلة تم الحصول عليها من رجلين اخرين من خلال التعذيب، اثناء محاكمته في الاردن.
الا ان اللجنة الخاصة لطلبات الهجرة، وهي لجنة شبه سرية مؤلفة من قضاة بريطانيين ومسؤولة عن الملفات الحساسة المتصلة بالامن القومي، قالت انه لا يمكن ضمان ذلك.
وصرحت ماي امام البرلمان عقب قرار المحكمة الاثنين ان "ابو قتادة رجل خطير وارهابي مشتبه به اتهمت بارتكاب جريمة خطيرة في بلده الاردن".
وقالت انها تعتقد ان القاضي الذي اتخذ القرار النهائي طبق "اختبارا قانونيا خاطئا" ادى الى اتخاذه قرارا لصالح ابو قتادة، مضيفة "ان عدم ترحيل ابو قتادة الى الاردن حتى الان هو امر غير مرضي على الاطلاق".
وقالت ان "الحكومات البريطانية المتعاقبة حاولت ترحيله منذ كانون الاول/ديسمبر 2001. وهو مرتبط منذ فترة طويلة بتنظيم القاعدة. ووجدت محاكم بريطانيا انه +يقدم تبريرات دينية لارتكاب اعمال العنف والارهاب+".
وكانت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان اصدرت في وقت سابق من هذا العام حكما بعدم السماح بترحيل ابو قتادة الى الاردن طالما لا يزال هناك "خطر حقيقي بان الادلة التي تم الحصول عليها عن طريق التعذيب ستستخدم ضده".
وبعد ذلك توجهت وزيرة الداخلية البريطانية الى الاردن للحصول على ضمانات بحصول ابو قتادة على محاكمة عادلة، وبعد ذلك سمحت المحكمة الاوروبية بترحيله.
الا ان حكم القضاة البريطانيين الاثنين جاء فيه ان الشهادات التي تم الحصول عليها من متهمين اخرين تحت التعذيب بحسب ما قيل، يمكن ان تجعل محاكمته غير عادلة.
وفي 1993 جاء ابو قتادة، الذي له خمسة اولاد واسمه الحقيقي هو عمر محمد عثمان، الى بريطانيا حيث طلب حق اللجوء، ومذ ذلك الوقت وهو يشكل شوكة في خاصرة الحكومات البريطانية المتعاقبة.
وعثر على اشرطة فيديو لخطبه الدينية في شقة في هامبرغ استخدمها عدد من خاطفي الطائرات التي استخدمت في هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2012، ودافع فيها عن قتل اليهود وشن هجمات ضد الاميركيين.
وكانت بريطانيا امرت اول مرة بترحيله في 2005، وتم رفض طعنه في 2009. وبعد ذلك وقعت وزارة الداخلية امرا جديدا بترحيله وطعن به ابو قتادة امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان.
وافرج عنه بكفالة لفترة قصيرة في وقت سابق من هذا العام، اعيد بعدها اعتقاله.
وفي تشرين الاول/اكتوبر قامت بريطانيا بترحيل الاسلامي ابو حمزة المصري واربعة اخرين يشتبه بضلوعهم في الارهاب، الى الولايات المتحدة في نهاية معركة قانونية طويلة.