قال علماء من الولايات المتحدة إن بعض أنواع الفراشات تستخدم مزيجاً من التشويش الصوتي والمراوغة للإفلات من هجمات الخفافيش في اللحظات الأخيرة.
وكان باحث الأحياء الأمريكي آرون كوركوران اكتشف قبل ثلاثة أعوام أن نوعاً من الفراشات لديه أعضاء خاصة تمنع وصول الموجات فوق الصوتية التي تعتمد عليها الخفافيش في تحديد مكان الفريسة. ثم قام الباحثون تحت إشراف كوركوران من كلية "ووك فوريست" الأمريكية خلال الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "جورنال اوف اكسبريمنتال بايولوجي" البريطانية بدراسة كيفية حماية الفراشات البرية نفسها من أعدائها.
ولمحاكاة مسار طيران هذه الحشرات، أعد الباحثون ساحة كبيرة بمساحة 200 متر وزودوها بكاميرات خاصة ومكبرات صوت للموجات فوق الصوتية ثم استدرجوا الفراشات باستخدام الأشعة فوق البنفسجية.
وأظهرت التجارب أن هذه الفراشات أفلتت من الخفافيش وجعلتها تخطئ أهدافها عبر طريقتين للمراوغة، حيث استخدمت أصواتا ذات موجات فوق صوتية للإخلال بقدرة الخفافيش على تحديد هدفها وفي الوقت ذاته غيرت مسار طيرانها فجأة واختفت.
وفي معرض التعليق على هذا، قال كوركوران إن الحشرات التي استخدمت هذه الاستراتيجية تفلت دائما من الخفافيش، مضيفا: "وجدت الخفافيش صعوبة بالغة في التعامل مع الأصوات المانعة للموجات فوق الصوتية وفي الوقت ذاته حساب مسارها من جديد للانقضاض على الفريسة التي غيرت مسارها فجأة". وفوجئ الباحثون بأن هذه الفراشات ظلت في البداية هادئة عند اقتراب عدوها الذي لا يرى بعينيه بل بآذانه حيث استمرت في تناول غذائها أو في بحثها عن شريكها ولم تلوذ بالفرار إلا في اللحظة الأخيرة من انقضاض الخفافيش عليها.