حذرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية يوم السبت 8 ديسمبر/كانون الاول من قيام المجموعات الارهابية باللجوء الى استخدام السلاح الكيميائي ضد ابناء الشعب السوري، حسبما افاد التلفزيون السوري في شريط عاجل.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين متطابقتين وجهتهما الى رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة ان "الإدارة الأمريكية دأبت خلال هذا العام على شن حملة ادعاءات حول احتمال قيام سورية باستخدام الأسلحة الكيميائية في الأزمة الراهنة.. لقد أكدنا مرارا عبر الاطر الدبلوماسية وبصورة علنية أن سورية لن تستخدم السلاح الكيميائي إن وجد لديها تحت أي ظرف كان لأنها تدافع عن شعبها ضد الإرهاب المدعوم من دول معروفة تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمتها".
وأكدت وزارة الخارجية السورية ان "ما يدعو الى القلق من هذه الأنباء التي تتداولها وسائل الإعلام هو تخوفنا الجاد من قيام بعض الدول التي تدعم الإرهاب والإرهابيين بتقديم اسلحة كيميائية للمجموعات الإرهابية المسلحة والادعاء بأن الحكومة السورية هي التي قامت باستخدام هذه الأسلحة".
ونوهت بأن "صحيفة يورت التركية كشفت عن معلومات تفيد أن عناصر من تنظيم القاعدة يقومون بتصنيع أسلحة كيميائية في مخبر يقع قرب مدينة غازي عنتاب التركية ويهددون باستخدامها ضد المدنيين السوريين، حيث اشارت الصحيفة الى ان مقاطع فيديو تم نشرها على مواقع الانترنت تظهر طريقة تصنيع الغاز السام من خلال مواد كيميائية امنها تنظيم القاعدة من شركة تركية وجرى اختبارها على كائنات حية".
وأوضحت الوزارة في رسالتيها أن "حكومة الجمهورية العربية السورية وانطلاقا من حرصها على حياة أبنائها طلبت من بعثة مراقبي الأمم المتحدة أثناء عملها في سورية القيام بزيارة لمعمل تابع للقطاع الخاص شرق مدينة حلب يقوم بتصنيع مادة الكلور لتفقد المعمل وحصر موجوداته لأن المجموعات الإرهابية كانت تخطط آنذاك للسيطرة عليه، إلا أن بعثة المراقبين لم تستطع ذلك بعد أن أطلق الإرهابيون النار على عناصرها عند محاولتهم زيارة المعمل".
ولفتت الى أن "المجموعات الإرهابية سيطرت مؤخرا على هذا المعمل الذي يحتوي على أطنان من مادة الكلور السامة وذلك إثر الحملة الأمريكية الغربية الأخيرة، مع كل ما يعنيه ذلك من مخاطر".
واعلنت الوزارة ان "الحكومة السورية تحذر من قيام المجموعات الإرهابية باللجوء الى استخدام هذا السلاح ضد أبناء الشعب السوري، وتستهجن عدم تحرك المجتمع الدولي لمعالجة تطورات هذا الوضع ومحاسبة داعمي المجموعات الإرهابية، عملا بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وأضافت ان "أكثر ما تتميز به هذه الحملة المعادية لسورية هو غياب البعد الاخلاقي عنها، اذ لا يمكن لبلدان استخدمت هذه الأسلحة او ما يشابهها مثل الولايات المتحدة الأمريكية ان تكون مؤهلة لإطلاق هذه الحملة، وخاصة انها استخدمت ذريعة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل لتبرر غزوها واحتلالها لهذا البلد العربي عام 2003".
وتابعت الوزارة: "لقد أوضحت سورية عشرات المرات منذ أثير هذا الموضوع أنها لن تستخدم الأسلحة الكيميائية إن وجدت لديها ضد شعبها تحت أي ظرف كان.. كما أكدت تقيدها بالتزاماتها القانونية التي تفرضها الاتفاقيات والبروتوكولات التي قامت بالتصديق عليها.. والأكثر من ذلك هو أن الجمهورية العربية السورية كانت قد تقدمت قبيل نهاية عام 2003 بمشروع قرار أمام مجلس الأمن لإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل الكيميائية والنووية والبيولوجية، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول التي تدور في فلكها قد عطلت مشروع القرار وحاربت اعتماده في مجلس الأمن".
ولفتت الى أن "سورية لم تستغرب قيام الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام قليلة بافشال تحرك الأمم المتحدة لعقد مؤتمر كان من المقرر ان يجري قبيل نهاية هذا العام للبحث في انشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط، وجرى كل ذلك دفاعا عن إسرائيل الطرف الوحيد في المنطقة الذي لم يوقع هذه الاتفاقيات الخاصة باسلحة الدمار الشامل".
وختمت الوزارة رسالتيها بالقول ان "هذه الحملات لا تجدي مع سورية التي تمسكت دائما باستقلالها وسيادتها، كما لا يمكن للحملات الإعلامية البائسة تضليل شعبنا والرأي العام العالمي الذي أصبح يدرك تدريجيا حقيقة المؤامرات التي تتعرض لها سورية والأسباب الحقيقية لاستمرار سفك الدم السوري الذي تتحمل المجموعات الإرهابية ومن يدعمها مسؤوليته أمام التاريخ وأمام الشعوب".
هذا وأظهر فيديو نشر الجمعة 7 ديسمبر/كانون الاول على موقع اليوتيوب مقاتلين محتملين من المعارضة السورية المسلحة وهم يختبرون أسلحة كيميائية على أرانب، متوعدين مؤيدي الرئيس السوري بمصير مماثل.