لم يستطع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن يتمالك دموعه أثناء كلمته التي وجهها إلى الأمريكيين مساء الجمعة، للتعبير عن حزنه البالغ بسبب "مجزرة نيوتاون"، التي وقعت في إحدى المدارس الابتدائية بولاية كونكتيكت، في وقت مبكر من صباح اليوم نفسه، والتي أسفرت عن سقوط 26 قتيلاً، بينهم 20 طفلاً.
وتلعثم لسان الرئيس الأمريكي أكثر من مرة، أثناء خطابه التلفزيوني من البيت الأبيض، قبل أن يعلن حالة الحداد في الولايات المتحدة، ويأمر بتنكيس الأعلام على كافة المباني الحكومية لمدة أربعة أيام، تضامناً مع أهالي وأقارب ضحايا تلك المجزرة.
وقال أوباما: "أعلم أن جميع الآباء في الولايات المتحدة يشعرون اليوم بنفس الأسى الذي أشعر به.. معظم الذين قتلوا من الأطفال الأبرياء، تتراوح أعمارهم بين الخامسة والعاشرة.. لقد كانت حياتهم أمامهم.. كانت لديهم أحلامهم.. لقد سقطوا اليوم وسرقت أحلامهم منهم مبكراً."
وأضاف بقوله: "لقد مررنا بمثل هذه الحوادث مراراً.. في مدرسة ابتدائية، وفي مجمع تجاري في ويسكونسن، وفي صالة للسينما في كولورادو.. كل هذه المدن والأحياء هي مدننا وهؤلاء هم أولادنا.. علينا أن نتضامن معاً من أجل وضع تدابير صارمة تمنع تكرار هذه الحوادث، دون النظر إلى أي اعتبارات سياسية."
وخيمت مشاعر الحزن والهلع على ملايين الأمريكيين خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما قام شخص مسلح بعدد كبير من الأسلحة النارية، مرتدياً زياً عسكرياً، بمهاجمة إحدى المدارس الابتدائية في ولاية "كونيكتكت" الجمعة، تاركاً وراءه عشرات الضحايا، في "مجزرة" جديدة أدمت قلوب الملايين.
فخلال دقائق معدودة، سقط 26 قتيلاً داخل مدرسة "ساندي هوك" الابتدائية، بينهم 20 طفلاً على الأقل، كما جاء بين الضحايا الستة البالغين، مديرة المدرسة داون هوتشبرغ، التي كانت المفضلة لدى التلاميذ وأولياء أمورهم، وكذلك الأخصائية النفسية بالمدرسة ماري شيرلاتش.
كما قُتل المهاجم، والذي كشفت مصادر أمنية عن هويته، ويُدعى آدم لانزا، يبلغ من العمر 20 عاماً، أثناء الهجوم، وتعتقد الشرطة أنه أطلق النار على نفسه، وفي منزل لا يبعد كثيراً عن موقع المدرسة في بلدة "نيوتاون"، عثرت الشرطة على جثة والدة المهاجم، دون أن تتضح على الفور ملابسات مقتلها.
وبارتفاع حصيلة الضحايا إلى 26 قتيلاً، حتى اللحظة، يكون الهجوم الذي وقع ببلدة "نيوتاون" هو ثاني أسوأ إطلاق نار يقع داخل مدرسة أمريكية، بعد "المجزرة" التي وقعت بجامعة "فرجينيا تك" عام 2007، والتي أسفرت عن سقوط 32 قتيلاً.
وعلق حاكم ولاية كونكتيكت، دان مالوي، على الهجوم بقوله إن "الشيطان قام بزيارة لهذا المجتمع اليوم"، بينما قال رينيه بورن، وهو معلم يعمل بمدرسة أخرى، إن "مثل هذه الأمور لا تحدث في نيوتاون"، مشيراً إلى أنه على مدار السنوات العشر الماضية لم يتم تسجيل سوى جريمة قتل واحدة.