قال زعماء قبليون ووسائل إعلام حكومية الأربعاء إن قتالا شديدا اندلع بين قبيلتين بشأن منجم ذهب في دارفور غربي السودان، الأمر الذي أسفر عن مقتل عدة أشخاص واضطرت السلطات إلى إغلاق المنجم.
وانهار القانون والنظام في معظم أنحاء دارفور منذ أن حملت قبائل أغلبها غير عربية السلاح في عام 2003 ضد الحكومة في الخرطوم متهمة إياها باتباع سياسات قمعية.
وتراجع القتال عن الذروة التي بلغها في عام 2004 لكن الصراعات المستمرة والانقسامات بين المتمردين عرقلت عدة جولات من محادثات السلام.
وانضم نصف مليون من عمال التعدين الحرفيين إلى موجة إقبال شديد على العمل في استخراج الذهب في أنحاء السودان وفقا لإحصاءات الحكومة التي تشير تقديراتها إلى أنها حققت 2.5 مليار دولار من صادرات الذهب العام الماضي.
واندلع القتال بين قبيلتي الرزيقات وبني حسين وهما قبيلتان عربيتان السبت بسبب النزاع على استخدام منجم شمالي دارفور.
وقال أحد زعماء قبيلة بني حسين، العمدة عمر علي، "بدأت اشتباكات بمنطقة جبل عامر في محلية سريف حسين قرب مدينة كبكبية بشمال دارفور بين قبيلتي الرزيقات وبني حسين السبت الماضي ومستمرة حتى الآن".
وأضاف "بدأ النزاع داخل منجم للتنقيب على الذهب بين أفراد من الرزيقات وبني حسين وتطور إلى مشاجرة فردية في نزاع للتنقيب ومعارك مسلحة".
وتابع أن افراد الرزيقات يستخدمون في القتال سيارات ذات دفع رباعي وأسلحة من بينها المورتر والقذائف الصاروخية "وقبيلة بني حسين تستخدم الأسلحة الخفيفة لصد الهجوم مثل الكلاشنيكوف".
وأوضح "الآن الجثث متناثرة على الأرض وبسبب القتال لا مجال لدفنها وسكان القرى نزحوا للمدن".
وذكر رئيس مجلس شورى قبيلة الرزيقات، محمد عيسى عليو، لرويترز هاتفيا أن شيوخ قبيلته يحاولون وقف القتال، مضيفا أنهم أرسلوا وفدا للوساطة.
وقال "وصلنا وفد وساطة قبل قليل لمنطقة سوف عمرة وهدفنا المرحلي الآن إيقاف الحرب والأوضاع في الحقيقة غير مقبولة وغير مطمئنة ودخلنا في اجتماعات تضم قيادات القبيلتين لاحتواء الوضع بحضور قيادات الحكومة وعدد من الولاة".
وذكرت الإذاعة السودانية أن السلطات أغلقت المنجم الأربعاء.
واتهمت منظمات لحقوق الإنسان حكومة السودان بتسليح قبائل عربية مثل الرزيقات عندما تحركت للقضاء على التمرد بدارفور في 2003.
وقاتل رجال قبيلة الرزيقات أيضا مع الجيش أثناء الحرب الأهلية في الجنوب التي انتهت باتفاق السلام الشامل لعام 2005.
ولفت دبلوماسيون إلى أن الحكومة السودانية لم تنزع سلاح القبائل المتحالفة معها حسب ما يقضي اتفاق أبرمته مع بعض جماعات التمرد الصغيرة بدارفور في عام 2011 ولم تشارك فيه جماعات التمرد الكبيرة.