يزحف عشرات الاف الباكستانيين الاثنين على العاصمة اسلام اباد في مسيرة احتجاجية يقودها رجل دين باكستاني نافذ يدعو الى الثورة وتتهمه الحكومة الباكستانية بالسعي لنشر الفوضى السياسية قبل الانتخابات المقبلة.
ويتهم رجل الدين طاهر القادري الحكومة بالفساد والعجز، وقال ان على باكستان تطبيق اصلاحات "مفيدة" قبل الانتخابات العامة التي يتوقع ان تجري بعد ثمانية اسابيع من حل البرلمان في منتصف اذار/مارس.
الا ان الحكومة تقول ان القادري، عالم الدين والداعية الاسلامي الذي عاد الى باكستان الشهر الماضي بعد ان قضى سنوات في كندا، هو جزء من مؤامرة خطيرة تهدف الى تاجيل الانتخابات والاستيلاء على السلطة.
الا ان اهمية المسيرة سيحددها عدد المشاركين فيها وما اذا كانت ستتخللها اية اعمال عنف والى اي مدى سيتمكن المحتجون من اختراق اسلام اباد وقد استخدمت الحكومة حاويات شحن لاغلاق الطرق الرئيسية امام المتظاهرين.
وقدر شهود عيان ان عشرات الالاف انضموا الى المسيرة لدى وصولها الى جهيلوم على بعد 120 كلم جنوب العاصمة.
وفي جهيلوم شاهد مراسل فرانس برس رجالا ونساء واطفالا يحملون الاعلام الباكستانية ويتجمعون على اسطح الحافلات رافعين ايديهن باشارات النصر ضمن قافلة من السيارات والشاحنات والدراجات وغيرها من العربات تمتد على مسافة خمسة كيلومترات.
وصدحت مكبرات الصوت بالاناشيد فيما رقص المحتجون على انغام الطبول، واصطف السكان على جانبي الطريق والقوا الورود على المحتجين بالورود تعبيرا عن الترحيب بهم.
ويطالب القادري بحكومة تصريف اعمال مستقلة يتم تشكيلها بالتشاور بين الجيش والقضاء عند حل البرلمان في منتصف اذار/مارس، ويدعو الى تطبيق اصلاحات تسمح بانتخاب "شرفاء" في الانتخابات المقرر ان تجري في منتصف ايار/مايو.
وقال "اخرجوا من بيوتكم وانقذوا باكستان. انقذوا مستقبل اطفالكم. انقذوا دينكم. انقذوا شرف البلاد بين دول العالم. انقذوا البلاد من السارقين واللصوص والحكام الفاسدين".
وفي حال اجرائها في الموعد المحدد، فستشكل هذه الانتخابات اول انتقال ديموقراطي للسلطة بين حكومتين مدنيتين في تاريخ باكستان الممتد 65 عاما والذي شهد العديد من الانقلابات البيضاء وفترات من الحكم العسكري.
ويخشى السياسيون من ان يكون مطلب القادري باشراك الجيش في قرار تشكيل حكومة تصريف الاعمال خطة وضعها عناصر في الحكومة لاطالة فترة الادارة المؤقتة وتاخير الانتخابات.
وحذر وزير الداخلية رحمن مالك من ان طالبان يمكن ان تهاجم المسيرة.
وجرى نشر الاف من ضباط الامن في اسلام اباد للمساعدة في حماية المباني الحكومية والدبلوماسية فيما بدأ المئات في التجمع في المدينة.
والعديد من المشاركين في المسيرة هم من اتباع القادري ومن النشطاء في جماعته "حركة منهج القران" التي تضم شبكة من المؤسسات الدينية والتعليمية في باكستان والعالم.
وقالت فايزة افتخار منسقة الجماعة من مدينة فيصل اباد الصناعية "نحن نتبعه لاحداث التغيير في بلادنا. وسنبقى في اسلام اباد حتى يتم التغيير".
وقال محمد خان (50 عاما) العاطل عن العمل من بلدة غوجار خان انه ليس عضوا في الحركة، ولكنه انضم الى المسيرة لانه يريد التغيير.
وقال "اريد العدالة في المجتمع والتي لن تاتي سوى عبر التغيير".
وغادرت قافلة المحتجين مدينة لاهور الواقعة شرق البلاد الاحد متوجهة الى اسلام اباد، فيما ذكرت الشرطة انها نشرت الاف من عناصرها على طول الطريق الذي ستسلكه المسيرة اضافة الى عشرات من عربات الشرطة لحراسة القادري.
واغلقت شبكات الهواتف المحمولة على الطريق الذي ستسلكه المسيرة في خطوة احترازية تهدف الى منع طالبان وغيرها من الجماعات الاسلامية المتشددة من تفجير العبوات الناسفة.