حمّل مدير إدارة الصحة البيئية والمهنية في وزارة الصحة، إدارة السجون في جدة، المشاكل الصحية للنزلاء في سجن بريمان، ومنها البنية الإنشائية القديمة والمتهالكة للعنابر، إضافة إلى عدم استيعابها الكم الهائل من السجناء وكثرة الازدحامات داخلها. فيما أكد مدير عام السجون في جدة أن التوسعات الجديدة في السجون سترفع الطاقة الاستيعابية لها عبر إنشاء ثمانية عنابر جديدة تتسع 2600 نزيل بعد أقل من شهر.
وأوضح الدكتور فهد قمري مدير إدارة الصحة البيئية والمهنية في وزارة الصحة، في ورشة عمل حملت عنوان ''حقوق السجين الصحية بين الواقع والمأمول''، ونظمتها لجنة تراحم أمس، إلى زيادة عدد السجناء الداخلين للسجون مقارنة بالمفرج عنهم يوميا، لافتا إلى ضعف الصيانة الدورية لخدمات وأجهزة المرافق في العنابر، وضعف مستوى التوعية الصحية لدى السجناء، وكثرة السلوكيات الصحية الخاطئة، وقلة عدد العسكر المكلفين بمرافقة النزلاء المرضى المحولين لمستشفيات وزارة الصحة، وقلة مستشفيات الوزارة في مدينة جدة، التي لا تتناسب مع حجم الخدمات الطبية المقدمة لعدد السكان المتزايد.
من جهته، أكد العميد علي القرني مدير عام سجون جدة، أن هذه المشكلات التي يعانيها السجناء بصدد الانتهاء منها عقب التوسعات الجديدة في السجون التي سترفع الطاقة الاستيعابية بعد الانتهاء من إنشاء ثمانية عنابر جديدة تتسع 2600 نزيل ستكون جاهزة في أقل من شهر، إضافة إلى الإصلاحية الجديدة التي من المقرر أن تباشر العمل في شهر شوال بعد استكمال جميع التجهيزات وتتسع لخمسة آلاف سجين.
وطرحت لجنة تراحم لرعاية السجون في جدة خلال ورشة العمل 16 مقترحا لإدارة السجون، بعد أن سجلت عددا من الملاحظات من خلال مكاتبها من صعوبة دخول الأدوية داخل السجن، ومنع مرافقة السجناء لذويهم المنومين في المستشفيات الخارجية، وتأخر ذهاب سجناء العزل الطبي للمستشفى، وصعوبة الحصول على التقارير الطبية الخاصة بالسجناء، ورفض طلبات السجناء للذهاب لمستشفى الملك فهد.
واستعرضت اللجنة مقترحاتها بتشكيل فريق من وزارة الصحة ولجنة تراحم وإدارة السجون لزيارة المرضى المنومين في السجون والاطمئنان على صحتهم، وتسهيل زيارة أسر السجناء بحسب سياسة المستشفى في السماح بمرافق للنزيل المنوم من الدرجة الأولى المصاب ببعض الأمراض وخاصة المرتبطة بالإعاقة وعدم القدرة على الحركة، حيث يحتاج فيها إلى مرافق، وكذلك تسهيل تفعيل موضوع الإفراج الصحي لمرضى العزل، ومتابعة مواعيد نزلاء العزل في المحاكم، ووضع ترتيب يحافظ عليهم وعلى المرافقين لحراستهم، وعمل سجل واضح لكل مريض، وتصنيف المرض إلى موسمي ومرض مزمن، وتوفير وسائل نقل تتناسب مع عدد المرضى.
وخرجت الورشة بعدد من التوصيات تتصدرها: حل مشكلة الازدحام وبصورة جذرية وفعالة، وعرض المشكلة على ذوي الاختصاص، وإيجاد نوافذ تهوية في العنابر أعلى الجدار محمية بقبضان حديدية، والصيانة الدورية لمكيفات الهواء ومراوح الشفط، وتجفيف مياه الصرف الصحي الطافحة، وتحسين التصريف في دورات المياه، ومكافحة الحشرات الزاحفة، وإيجاد مصائد لها بالعنابر، والحرص على توفير وجبات غذائية مفردة للنزلاء مغلفة، والاهتمام بالنظافة العامة داخل العنابر، وتوحيد ملابس السجناء وتنظيفها من قبل المغسلة، والاكتفاء بدخول عدد معين من أغراض السجناء، ومعالجة حالات المرضى بمختلف أنواعها خاصة الأمراض التنفسية المعدية، وزيادة عدد المستشفيات والكوادر المؤهلة، لكي تستوعب أكبر عدد من المرضى النزلاء في السجن.
