قتل 6 متظاهرين في محافظة السويس شمال شرقي مصر، وأصيب 252 آخرون، الجمعة، في مدن عدة في أكبر موجة احتجاجات ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. في حين أمر النائب العام المصري بفتح تحقيق في أحداث العنف.
وطالت أعمال العنف، الجمعة، مقرات تابعة لحزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين، بالإضافة إلى مؤسسات حكومية، وتعطلت حركة مترو الأنفاق في محطات رئيسية في العاصمة المصرية القاهرة.
فقد حاول متظاهرون غاضبون اقتحام مجلس مدينة المحلة الكبرى، (١١٠ كم شمال القاهرة)، إلا أن قوات الأمن المركزي تصدت لهم. كما حاول مئات المتظاهرين اقتحام مبني محافظة المنيا، وأدت الاشتباكات هناك إلى إصابة أربعة أشخاص بحالات إغماء.
وقال رئيس هيئه مترو الأنفاق في مصر إنه تم قطع التيار الكهربائي عن محطة مترو السادات في التحرير، بعد أن اعترض متظاهرون خط المترو في محطة جمال عبد الناصر، وعلى الإثر طلبت إدارة المترو عبر إذاعتها الداخلية من الركاب إخلاء المحطات.
وفي محيط القصر الرئاسي في مصر الجديدة، يسود هدوء حذر بعد تفريق قوات الأمن متظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع حاولوا في وقت سابق الجمعة تخطي الأسلاك الشائكة المحيطة بالمكان.
إلى ذلك، قال شهود عيان إن مئات المحتجين اقتحموا مبنى ديوان عام محافظة الإسماعيلية شرقي القاهرة، الجمعة، خلال مظاهرات مناهضة للرئيس محمد مرسي، حيث اندلع العنف بين الشرطة وشبان في أربع مدن على الأقل.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريق الحشد الذي اقتحم مقر المحافظ. وأضرم معارضون لمرسي ومؤيديه الإسلاميين النار في وقت سابق في مقر لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية.
وألقى متظاهرون في محيط ميدان التحرير، وسط القاهرة، الحجارة وزجاجات المولوتوف على قوات الأمن، بينما ردت عليهم قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع، ما أسفر عن إصابة 12 شخصا بجروح، و45 آخرون بحالات اختناق، حسب وزارة الصحة المصرية.
وحاول عشرات الشباب تفكيك جدار من الكتل الأسمنتية أقامته قوات الأمن في نهاية شارع القصر العيني المؤدي إلى الميدان، بهدف الوصول إلى الميدان الذي شهد بداية الأحداث قبل عامين، حسب ما أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية".
وفي الإسكندرية، شمالي البلاد، وقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن أمام محكمة الجنايات، بعد محاولات لاقتحامها. ورشق المتظاهرون حراس المحكمة بالحجارة، ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وغادر المتظاهرون المكان واتجهوا بمسيرة إلى المجلس المحلي.
كما اقتحم متظاهرون محطة قطارات كفر الزيات بمحافظة الغربية، في دلتا النيل، حيث أوقفوا القطارات المتجهة إلى القاهرة والإسكندرية.
وخرجت مظاهرات حاشدة بمدينة قنا جنوبي مصر تطالب بإنهاء حكم الإخوان. ودفع الجيش المصري بتعزيزات عسكرية ببعض المحافظات والطرق الرئيسية.
وتهدف الاحتجاجات إلى التعبير عن "الإحباط الشعبي المتزايد إزاء فشل الرئيس محمد مرسي وحلفاءه في جماعة الإخوان المسلمين في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي وحل المشاكل المعيشية للمواطنين والتقاعس عن تطهير القضاء والشرطة"، حسب المعارضة.
وارتفعت مطالب بعض القوى المعارضة إلى "إسقاط النظام"، وارتفع الهتاف ذاته الذي بدأت به الاحتجاجات قبل عامين "الشعب يريد إسقاط النظام".