فتح ارتفاع أسعار زيوت محركات السيارات المجال لبعض المصانع الوهمية، إلى إعادة تكرير زيوت السيارات التي يحصلون عليها من محلات زيوت التشحيم والبناشر، واعادة تعبئتها بعد معالجتها بطريقة بدائية، ومن ثم بيعها وتوزيعها في السوق باسعار تقل عن المطروح في السوق.
ووصل سعر العبوة من الزيوت «المكررة» المغشوشة حسبما وصفها مختصون إلى 7 ريالات وهو سعر يقل عن المطروح والمعروف بالاسواق ما يقارب بـ400 في المائة.
واستقر سعر كرتون زيت السيارات منذ العام الماضي عند 600 ريال، ليصل سعر العبوة إلى 25 ريالا، فيما تنتشر في الاسواق انواع بسعر 17 ريالا للعبوة.
اما تلك الاسعار التي يرى ذوو الدخل المحدود انها مرتفعة، ووجدوا ضالتهم فيها، يصل سعر العبوة إلى 6 و7 ريالات، وباسماء وشعارات مجهولة المصدر والهوية، وهذا ما جذب بعض أصحاب المركبات من ذوي القدرة الشرائية الضعيفة للبحث عن الزيوت الأقل سعرا رغم التحذيرات الميكانيكية من استعمالها.
وهذا ما فتح الباب أمام بعض الشركات إلى تجميع الزيوت المستعملة من البناشر طمعا في إعادة تكريرها وطرحها في السوق بأسماء وهمية كمنافس للأصلي بأسعار تنخفض إلى 150 ريالا للكرتون و6 ريالات للعلبة لاصطياد من ينقصهم الوعي ولا علم لهم بإعادة تكريرها، علما بأن استخدام تلك الزيوت على المستوى العالمي، ينحصر على المعدات ومكائن التدفئة فقط.
تحذيرات من الاستعمال
حذر المهندس كمال العتياني رئيس لجنة صيانة السيارات في غرفة جدة من استعمال الزيوت المكررة بشكل بدائي لما ينجم عنها من تلف سريع للمحرك، نتيجة تآكل المواد الصلبة والتبخير بسبب ضعف اللزوجة في التركيب كما ان استهلاكه يكون اكثر من الزيت الاصلي نتيجة تبخره سريعًا.
الاستخدام للمعدات
أما المهندس محمد كابلي، فيقول: الزيوت المكررة مصرح بها حتى في خارج المملكة، مثل امريكا ويقتصر استخدامها عالميا على المعدات، ومكائن التدفئة فقط لكن إن استطاع مصنع التكرير ان يعيد الزيت إلى المواصفات المحددة من مصانع السيارات فلا مانع من ذلك، إذ ان عملية التكرير يجب ان تكون مصحوبة بوضع بعض المواد التي تعيد للزيوت قوامها، وتكون مهيأة للاستخدام مرة أخرى.
تضرر المصانع
اكد مدير علاقات العملاء في شركة «شل»، بشير علوان تضرر مصانع الزيوت الكبرى من مصانع التكرير العشوائية والبدائية التي تقوم بتقليد العبوات والاسماء ودخلت الى السوق بسعر اقل من الاصلي بنسبة تصل الى 50% مستغلين الارتفاع الأخير في سعر المواد الاضافية الخاصة باللزوجة والتي تختلف درجة تركيبها من شركة الى اخرى حيث رفعت شركة ارامكو سعر طن المادة الخام 3 مرات في عام 2012م بمعدل 100 دولار في الطن حيث وصل سعر الشاحنة حمولة 23 طنا الى 2300 دولار حاليا.
الإقبال كبير
وقال عبدالحافظ علي «عامل في محل زيوت» ان الأسعار مستقرة عند آخر ارتفاع لها العام الماضي حيث استقرت اسعار بعض الأنواع عند 600 ريال للكرتون، ليصل سعر العبوة إلى 25 ريالا وهذا النوع قليل الطلب عليه نوع آخر استقر عند 370 ريالا ليصل سعر العلبة 17 ريالا وهذا متوسط الطلب عليه والنوع الآخر سعر الكرتون 340 ريالا والعلبة 14 ريالا، وهذا النوع عليه طلب، وهناك أنواع أخرى متعددة وهي زيوت مكررة أصبح الاقبال عليها كبيرًا جدًا بحكم سعرها الذي لا يتجاوز 220 ريالا للكرتون ومن 7 إلى 10 ريالات للعبوة الواحدة، وهناك انواع يصل سعر العلبة منها الى 6 ريالات فقط.
مخالفة صريحة وغش تجاري
مدير فرع وزارة التجارة بمنطقة المدينة المنورة خالد قمقمجي أشار إلى أن هناك نوعين من غير الزيوت الأصلية: نوع مقلد «باسم شركات أصلية» ومن المفترض أن تقام عليه قضية من نفس الشركة الأصلية وآخر مغشوش غير مطابق للمواصفات يصنع في دول مجاورة، وكلا النوعين يدخل تحت لائحة الغش التجاري.
وعزا قمقمجي سبب انتشارها في السوق إلى عاملين الأول البحث عن بديل بسعر اقل من الأصلي من أصحاب القدرة الشرائية الضعيفة، والثاني يعود إلى قلة وعي المستهلك بمخاطر استعمالها وما يترتب عليه من خسائر.
وشدد مدير فرع وزارة التجارة بمنطقة المدينة المنورة خالد قمقمجي، على أهمية الوعي ومقاطعة الزيوت غير المطابقة للمواصفات واعتبر قمقمجي أن سحب الزيوت المستعملة من البناشر بقصد تكريرها وإعادة بيعها بعد تعبئتها مخالفة صريحة، وطالب المستهلك بعدم التهاون عن إبلاغ أي عملية غش قد يتعرض لها وذلك عن طريق وسائل الاتصال المتعددة مع وزارة التجارة كالرقم المجاني أو عن طريق موقع الوزارة.