أكد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك أمام جمع من أهالي المنطقة وعدد من المسؤولين من منسوبي القطاعات الحكومية المدنية والعسكرية التي شاركت في احتواء تداعيات الأمطار التي هطلت مؤخرا على المنطقة، أنه كان يخضع لعلاج طبي في الظهر خارج المملكة.
وقال في حديث مباشر اتسم بالشفافية والوضوح بمنزل سموه البارحة الأولى: يشهد الله أنني عندما بشرت بالأمطار التي هطلت على منطقة تبوك الأسبوع ما قبل الماضي كنت على سرير المرض أتعالج من آلام الظهر والله شهيد على ذلك، ولكني كنت على اتصال مستمر مع جميع المسؤولين في المنطقة للاطمئنان على الأوضاع، والإنسان معرض لأي عارض صحي.
وأشار أمير منطقة تبوك، إلى أن الطبيب المعالج له عندما أعطاه فرصة ثلاثة أيام قبل استئناف العلاج قرر أن يأتي إلى تبوك للاطمئنان أكثر على الأوضاع رغم إصرار الأطباء له بعدم الخروج.
وبشر سموه أهالي المنطقة أن فيها رجالا عملوا ويعملون بإخلاص وبأفضل مما لو كان معهم.
وزاد سموه في حديثه، نعمل ونخدم أولا لله ثم لأبناء الوطن، ثم سمعا وطاعة لولاة أمورنا، ولا نخشى إلا الله ولا أطلب الرحمة إلا من الله، ولا نطمع إلا بطاعة الله وخدمة المنطقة الذي أتشرف بهم فرداً فرداً.
من ذمتي إلى ذمتكم
وأكد سموه بقوله إن ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - وأنتم يا شعب المملكة تقدمون المساعدات لأقصى العالم فكيف لا يكون ذلك لأبنائنا هنا فهذا أمر لا حدود له ولا قيود والآن كل من تضرر سكنه سيتم تعويضه بصورة مجزية سواء عاد لمنزله أو إلى آخر.
وقال سموه للمواطنين: من ذمتي إلى ذمتكم من يعرف أي شخص لحقه الضرر بسبب الأمطار ولم تصله المساعدة، عليه أن يبلغ المسؤولين والأمر مفتوح للجميع وبلادكم بلاد خير وأنتم أهل الخير .
أفاخر بكم وبمواقفكم
كما نوه سموه بالوقفات المشرفة لأبناء وبنات منطقة تبوك وقال: نفاخر بكم وبمواقفكم ومساعداتكم وتكاتفكم وفزعاتكم وهذا هو معدن الشعب السعودي، فلا يوجد بيت إلا وقد فتح أبوابه لأهله وجيرانه وهذه الأمور من الإيجابيات التي يفخر ويتشرف بها الجميع.
واستطرد سموه: الكل يعمل والكل يجتهد وقت العمل وهناك تقييم لكل ما حدث للتحسين نحو المستقبل وتعزيز أي عمل إيجابي، ونحن مسلمين ومحتسبين ولابد لنا أن نشكر الله تعالى على هذه النعم وأن نستبشر بهطول الأمطار والسيول، وندعوه بذلك دائما، والجزع ليس من طبيعتنا أو أخلاقنا ولكن الإنسان دائما يطمع في رحمة الله وبركاته.
مكانة خاصة
وقال سموه: تبوك لها مكانة خاصة لدي لأنني تشرفت بخدمتها والعمل فيها منذ 26 عاما وما وجدت إلا كل خير ومحبة وتعاون من الجميع وتآلف وتعاضد بين أبنائها وأهلها في عيوننا والمهم ما يشعر به أبناء هذا الوطن وهذا له الأولوية والمواطن من حقه أن يسأل ويستفسر ويحاسب، فهذه منطقتكم التي تفاخرون بها وتبوك ولله الحمد مكتملة الخدمات بما في ذلك المياه والصرف الصحي والتي شوهها البعض عندما خلط بينها وبين مشاريع تصريف السيول وهذا تشويه لما تحقق في هذا الجانب كما أن كل المحافظات ترتبط ببعضها البعض بطرق مزدوجة وجار ربط المنطقة بالمناطق الأخرى بطرق سريعة وغيرها من الخدمات وهذه ولله الحمد وقائع تنسب لمن عمل في هذه المنطقة حاليا وسابقا ولا أحد يدعي الكمال ونعمل على إكمال أي نقص والتطوير للأفضل.
أمر مستغرب
واختتم سموه حديثه بقوله: اعتبار هطول الأمطار كارثة أمر مستغرب وكلام لا يقبل وهذه مبالغات والناس بخير ونعمة وولاة الأمر يعملون، والمهم هو المواطن قبل أي شيء ومن يعمل لايود أن يقال له أنت تعمل لأن من يعملون همهم الأول رضا الله ثم شعبهم وأبنائهم وأنفسهم وكل إنسان يعمل معرض للخطأ والصواب.
وفي نهاية اللقاء أثنى الجميع على ما قدمه سمو أمير منطقة تبوك طيلة هذه السنوات من جهود موفقة لخدمة المنطقة وأبنائها ومساهمته في تطوير المنطقة وتعزيز مكانتها بين مناطق المملكة داعين الله سبحانه وتعالى أن يحفظ البلاد وقادتها وأبنائها من كل سوء ومكروه.