طالبت الصين اليوم الخميس سوريا بخطوات واقعية لبلوغ مرحلة انتقال سلمي, في حين اشترطت دمشق على المعارضة إلقاء السلاح للتفاوض معها.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن وزير الخارجية الصيني يانغ جي تشي طالب بتلك الخطوات التي لم يحددها خلال اجتماعه اليوم في بكين بفيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري.
وأضافت أن المقداد عرض خلال اجتماع منفصل مع باحثين صينيين في شؤون المنطقة العربية وجهة نظر نظام الرئيس بشار الأسد تجاه المعارضة وما سماها الهجمات الإرهابية.
وفي مقابلة أجرتها معه شينخوا, قال المقداد إن اقتراح رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب التفاوض مع ممثلين للنظام محاولة للرد على مبادرة الأسد التي أعلن عنها في خطاب ألقاه مطلع الشهر الماضي بدمشق.
وفي أول رد رسمي على مبادرة الخطيب, قال المقداد إن "هناك مبادرة من طرف واحد من أطراف المعارضة، وهو الائتلاف الوطني الذي أنشأته الولايات المتحدة في الدوحة". ورفض المسؤول السوري ضمنا الشروط التي وضعها رئيس الائتلاف الوطني, وبينها إطلاق 160 ألف سجين على رأسهم النساء, وقال إن "كل من يلقي السلاح ويأتي للحوار فأهلا وسهلا به".
رد المعارضة
وكان الخطيب اقترح محاورة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع, وقال إن الحوار يستهدف رحيل نظام الأسد والدخول في مرحلة انتقالية تحقن الدماء. وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية أمس، اشترط الخطيب إطلاق كل السجينات بحلول يوم الأحد المقبل وإلا سحب المبادرة.
لكن المجلس الوطني السوري -وهو أكبر مكونات الائتلاف الوطني- انتقد مبادرة أحمد معاذ الخطيب, واعتبر أن القوة هي الخيار لإزاحة النظام. وقال في بيان إن ما سميت بمبادرة الحوار مع النظام قرار فردي لم يجر التشاور بشأنه.
وأضاف أن تلك المبادرة تناقض وثيقة تأسيس الائتلاف التي تنص على أن "هدف الائتلاف إسقاط النظام القائم برموزه وحل أجهزته الأمنية والعمل على محاسبة المسؤولين عن سفك دماء الشعب السوري، وعدم الدخول في حوار أو مفاوضات مع النظام القائم".
وقال المجلس الوطني السوري -الذي يرأسه جورج صبرا وهو نائب الخطيب في رئاسة الائتلاف الوطني- إن الهجوم الذي يشنه الجيش الحر في دمشق يثبت أن الثورة لا تزال الطريق الأقصر لتحقيق النصر الكامل وإسقاط النظام المجرم.
ودعا في بيان كل هياكل المجلس والائتلاف وجميع السوريين إلى دعم الجيش الحر، وتجنب الجدل السياسي الذي يفرق الصفوف. كما دعا إلى تكريس كل الجهد لدعم معركة تحرير دمشق بوصفها أولوية وطنية مطلقة.
وجاء في البيان ذاته أن "المعركة التي حررت معظم أراضي سوريا وأسقطت النظام في مساحات شاسعة منها، ستتواصل حتى السقوط الكامل لنظام (الرئيس بشار) الأسد المجرم". وعلى حد تعبير البيان، فإن الانتصارات التي يحققها الجيش الحر سيكون لها أثرها الحاسم على مسيرة الثورة السورية.
طعنة للثورة
ووصف البيان ذاته اللقاء الذي جمع الخطيب بوزير خارجية إيران في ميونيخ بأنه "طعنة للثورة السورية وشهدائها، ومحاولة بائسة لتحسين صورة طهران وتدخلاتها في الشأن السوري ودعمها النظام بكل أدوات القتل والإرهاب".
وفي تصريح له اليوم, قال المعارض السوري البارز رياض سيف إن مبادرة الخطيب تشترط رحيل الأسد والمشاركين معه في الجرائم ضد الشعب السوري. من جهتها، أعلنت الجبهة الإسلامية السورية التي تضم فصائل تقاتل في مناطق مختلفة بسوريا، أنها ترفض أي حوار مع النظام.
وكانت الولايات المتحدة ودول غربية أشادت بمبادرة الخطيب باعتبارها خطوة أولى على طريق التسوية السلمية، كما رحبت بها إيران والموفد العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي.