وصلت تكلفة الحرب الفرنسية في مالي منذ أربعة أسابيع حسب لوران فابيوس إلى حوالي 70 مليون يورو، أي حوالي مليونين ونصف مليون يورو يوميا.
وزير الخارجية الفرنسي اعترف في حوار مع قناة "بي أف أم" الفرنسية الخميس أن هذا المبلغ يشكل عبئا على الخزينة الفرنسية، لكنه في الوقت نفسه سمح بالقضاء على عدد كبير من الإسلاميين المتطرفين في شمال مالي".
وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أكد بدوره الأربعاء أن 50 مليون يورو من بين 70 مليون خصصت فقط لنقل القوات الفرنسية وعتادها العسكري. وقال: "لقد قمنا بإيصال حوالي 1000 طن من العتاد العسكري إلى مالي في غضون 15 يوما فقط"، مضيفا أن 5 مليون يورو قدمت كعلاوات إضافية للجنود الفرنسيين المتواجدين هناك.
ويرى الصحافي المتخصص في الشؤون الأفريقية في إذاعة فرنسا الدولية جان جاك لوارن، أن رغم امتلاك وزارة الدفاع لحوالي 600 مليون يورو تخصصها فقط لتمويل العمليات العسكرية الفرنسية في الخارج، إلا أن صرف 70 مليون يورو خلال شهر واحد فقط يبدو مرتفعا نوعا ما مقارنة بما تم صرفه خلال العمليات العسكرية في ليبيا والتي دامت سبعة أشهر.
وأضاف أن ثقل النفقات جعل الحكومة الفرنسية تبحث عن خيار ثان، كإرسال قوات أممية لحفظ السلام وأخرى أفريقية إلى شمال مالي، مشيرا أن باريس تحاول أن تتقاسم هذا العبء المالي مع بعض الدول الأوروبية وأمريكا كونها تحارب الإرهاب، وهو خطر يمكن أن يمس جميع الدول، لا سيما الدول الأوروبية التي تطل على المتوسط.
وفي خطوة لتخفيف تكلفة التدخل العسكري الفرنسي في مالي، أكد لوران فابيوس أن فرنسا لن تبقى إلى الأبد في هذا البلد وستبدأ في تقليص عدد جنودها تدريجيا ابتداء من شهر مارس/آذار المقبل، موضحا أن هذا لا يعني أن فرنسا ستغادر كليا مالي، لكنها ستسلم المشعل للجنود الماليين والأفارقة".
وكان جان لوك ملنشون، زعيم جبهة اليسار، انتقد التدخل الفرنسي في مالي كونه، حسب رأيه، من جهة غير ضروري ومن جهة أخرى يكلف أموالا باهظة لدافعي الضرائب الفرنسيين. وكان ملنشون من بين السياسيين الأوائل الذين كشفوا أن الحرب في مالي تكلف حوالي مليوني يورو للفرنسيين يوميا، وهذا ما جلب عليه انتقادات لاذعة من قبل الطبقة السياسية الفرنسية آنذاك.