تعهد رئيس وزراء تونس، حمادي الجبالي، بتشكيل حكومة جديدة غير حزبية "بحلول منتصف الأسبوع المقبل"، حسبما أفادت وسائل إعلام تونسية.
وأضاف الجبالي في لقاء مع الصحفيين أنه سيتنحى إذا فشلت جهوده.
وقال الجبالي خلال حديثه مع الصحفيين السبت إنه "سيقترح الفريق الحكومي في موعد أقصاه وسط الأسبوع المقبل".
ونقلت وسائل الإعلام عنه قوله إن جميع الوزراء سيكونون "مستقلين بمن فيهم وزراء الداخلية والعدل والشؤون الخارجية".
وأضاف قائلا أنه "إذا حظيت الحكومة بالقبول، سأواصل الاضطلاع بواجباتي بصفتي رئيسا لها. وإلا، سأطلب من رئيس الجمهورية البحث عن مرشح آخر لتشكيل حكومة جديدة".
وكان الجبالي أعلن الأربعاء أنه سيقيل الحكومة الحالية "ويشكل حكومة من الكفاءات الوطنية بدون أي تكون لهم ارتباطات سياسية".
وعارضت النهضة اقتراح الجبالي بتشكيل حكومة تكنوقراط، قائلة إنه "لم يطلب رأي حزبه".
وكان حزب النهضة رفض الأربعاء الماضي دعم اقتراح الجبالي بتشكيل حكومة تكنوقراط.
ونظم أنصار حزب النهضة مسيرة في تونس بعد يوم واحد من جنازة قائد المعارضة شكري بلعيد بهدف "الدفاع عن شرعية الجمعية الوطنية التأسيسية ومحاربة العنف".
وطالب المتظاهرون بسن قانون لتعزيز ثورة يناير، محذرين فرنسا من مغبة "التدخل في شؤون الدولة التونسية."
واحتشد أنصار النهضة وأعضاء في الحركة السلفية التونسية على مداخل المسرح الوطني التونسي وساروا في شارع بورقيبة، حسب مراسل بي بي سي، واير ديفيس، في تونس العاصمة.
نفي
ونفى حزب النهضة الادعاءات التي ذهبت إلى أنه أمر بقتل زعيم المعارضة بلعيد.
وأضاف المراسل أن العديد من المشاركين في المظاهرة رفضوا المزاعم القائلة إن حزب النهضة يتحمل المسؤولية في نهاية المطاف عن موت بلعيد.
وأردف قائلا إن المتظاهرين رددوا شعارات ضد الحكومة الفرنسية التي بدت في الأيام الأخيرة وكأنها تنحاز لصف المعارضة في تونس.
وقال المراسل إن هذه المرحلة حساسة بالنسبة إلى تونس في ظل الانقسام الذي يميز العلاقة بين الأحزاب الإسلامية من جهة والأحزاب الليبرالية والعلمانية من جهة أخرى بشأن المرحلة الانتقالية التي ينبغي أن تسلكها تونس.
وتابع المراسل قائلا إن احتجاجات الموالين للحكومة والمناوئين لها بشكل شبه يومي في تونس تستدعي التوصل إلى تسوية سياسية طال انتظارها.
وجاءت مظاهرة السبت التي نظمها أنصار النهضة التي لها أكبر عدد من المقاعد في الجمعية التأسيسية في أعقاب جنازة حاشدة لبعيد شارك فيها نحو مليون تونسي.
وحمل أنصار المعارضة حزب النهضة الحاكم مسؤولية اغتيال بلعيد المعروف بمعاداته للتوجهات الإسلامية للنهضة.
أول اغتيال
ويذكر أن هذا أول اغتيال سياسي في تونس منذ بداية ما يسمى بثورة الربيع العربي في عام 2011.
واغتيل بلعيد وهو محام وشخصية علمانية الأربعاء من قبل مسلح عندما غادر منزله متوجها إلى عمله.
وكان اتهم الثلاثاء جناحا في النهضة بكونه يقف وراء الهجمات ضد المعارضة.
وقالت أرملة بلعيد، بسمة خلفاوي، في حديث مع بي بي سي بعد الدفن إنها سترفع دعوى قضائية ضد زعيم النهضة راشد الغنوشي.
وأدان الغنوشي عملية الاغتيال، نافيا أي ضلوع له في الأمر.
وحملت الحكومة مسؤولية الاغتيال "لأعداء الديمقراطية".