أبدى وزير المصالحة الوطنية السوري، علي حيدر، استعداده لإجراء محادثات مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب خارج سوريا، وذلك ردا على مبادرة الأخير بفتح حوار مع النظام.
وقال حيدر في حوار مع صحيفة "غارديان" البريطانية الاثنين: "أنا على استعداد للاجتماع بالخطيب بأي مدينة أوروبية من أجل الترتيب لعقد حوار وطني".
واعتبر الوزير السوري أن الحوار يهدف إلى "وضع آلية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية"، مشيرا إلى أن ذلك سيكون أحد بنود الحوار، ومضيفا " أمر كهذا (وضع الآلية" قد ينتج عن الحوار، لكنه لن يكون شرطا مسبقا له.. نرفض حوارا يكون هدفه نقل السلطة من طرف إلى طرف آخر".
وتقاطعت تصريحات حيدر مع تصريحات أخرى للرئيس السوري بشار الأسد الاثنين قال خلالها إن "دمشق لن تتنازل عن مبادئها مهما اشتدت "الضغوط" و"المؤامرات"، على حد تعبيره.
وتأتي تلك التطورات السياسية في وقت تصاعدت خلاله الأحداث العنيفة بعدما أغلقت السلطات التركية مساء الاثنين معبرا حدوديا مع سوريا قرب بلدة ريحانلي وفقا لمصادر أمنية تركية، وذلك إثر تفجير سيارة مفخخة أودى بحياة 13 شخصا.
وتزامن التفجير مع موعد مقرر لعبور موكب وفد من المجلس الوطني السوري المعارض، كان متجها للاجتماع مع قادة عسكريين معارضين في سوريا، حسب ما أبلغ عضو في الوفد وكالة "فرانس برس".
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة "خسرنا للأسف 13 شخصا، ثلاثة منهم أتراك، والآخرون سوريون". وأضاف أن 27 شخصا أصيبوا بجروح خطرة.
وأضاف أردوغان أن "هذا الحادث يؤكد كم كنا على حق لأن نتنبه من الإرهاب ومن النزاع في سوريا. ولن نقدم أي تنازل بشأن أي من هذين الموضوعين".
وهرعت عشرات من سيارات الإسعاف إلى مكان التفجير على بعد نحو 40 مترا من المركز الحدودي في جيلويز أوغلو، في المنطقة العازلة التي تفصله عن مركز باب الهوا الحدودي الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة السورية.
ووقع الانفجار في مرآب وسط عدد كبير من السيارات والشاحنات، حسب وسائل إعلام تركية، في حين تحدث مسؤول في الخارجية التركية عن احتراق نحو 15 سيارة.
وعلى صعيد التطورات الميدانية أعلن نشطاء سوريون أن ثوارا سيطروا على قاعدة جوية عسكرية شمالي البلاد، في ما وصف بأنه ثاني انتصار استراتيجي لهم في يومين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الثوار سيطروا الثلاثاء على قاعدة الجراح الجوية في محافظة حلب شمالي البلاد.
وأضاف أنه بعد أيام من الاشتباكات المتقطعة في القاعدة الجوية، أطلق مقاتلو المعارضة عملية للسيطرة على مطار الجراح الثلاثاء، وبدأوا في إدارة المنشأة بحلول صباح اليوم ذاته.
وتأتي السيطرة على القاعدة الجوية بعد يوم من سيطرة ثوار سوريين على أكبر سد في البلاد في أحد أكبر انتصاراتهم الاستراتيجية منذ بدء الأزمة قبل عامين.
وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب أبدى تمسكه، الاثنين، بمفردات مبادرته التي تقوم على الحوار مع النظام السوري.
وقال الخطيب، عقب لقاءه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن طرح مبادرته ليس ضعفاً وإنما لرفع المعاناة عن الشعب السوري، مشيراً إلى أنه لم يحدث، حتى الآن، أي رد فعل من النظام السوري، تجاه المبادرة.
وأضاف رئيس الائتلاف الوطني السوري أن هناك توافقاً مع الجامعة العربية للبحث عن طريقة لإيجاد مخرج سياسي تفاوضي يوفر معاناة الشعب.
وأوضح أن الحوار مع النظام في دمشق يأتي من أجل الحفاظ على الشعب السوري، وقال "نحن نحاول أن نمنع معاناة شعبنا" طالباً من الحكم في دمشق أن يتفهم معاناة الشعب السوري وأن يرحل توفيراً للدماء وتجنيب البلاد مزيداً من الخراب. وتابع: "نحن لا نريد الحرب ولكن ليس عندنا مانع من أن نفنى جميعاً حتى يرحل النظام ويوفر الدمار والخراب".
واشار إلى أن النظام يري أن الخروج من سوريا أمر مستحيل لإجراء الحوار، وتابع: "لنا نحن الحق في اختيار المكان المناسب".
من جهة أخرى طالب رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب بالاعتراف دوليا بالائتلاف الوطني السوري ممثلا رسميا للسوريين وأضاف أن الحل السياسي يجب أن يستند على إسقاط النظام.