يبدو أن الوضع لا يزال متأزماً في التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد في المملكة، ذلك ما ظهر جلياً من ترديد كلمة «نريد» عشر مرات في 11 دقيقة خلال تصريح مدير المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد المستشار في وزارة التعليم العالي الدكتور عبدالله المقرن إلى «الحياة»، وكان يتبع تلك الكلمة بأمنيات لتصحيح الوضع في التعليم الإلكتروني.
وبدأ المقرن أمانيه بقوله: «نريد أن نتجاوز ما يسمى بالتيه التقني، الذي هو حالة تجعل الشخص مشدوهاً ومتحسراً، ما الذي تفعل بنا التقنية سوى أنها تعصف بنا يميناً ويساراً، فالدولة قدمت موازنة سخية للتعلم والتعليم، ونريد أن نقول إننا على قدر المسؤولية بأن نوظف مثل هذا العطاء بشكل جيد»، واستكمل أمنياته بالتكاتف مع بقية قطاعات التعليم الأخرى والقطاعات الأخرى لرفع مستوى التعليم، «ونريد أن يكون همَّ التعلم والتعليم الإلكتروني شغلاً قائماً وحياً».
وكانت قضية التشبيك واتصال الإنترنت هماً كبيراً بالنسبة إلى المقرن بقوله: «نريد أن نتجاوز المشكلات في التشبيك وجودة اتصال الإنترنت، وأن نصل إلى ما وصلت إليه كوريا، ونريد أن يدعمنا إعلامنا في جانب أن نقنع الشركات ومقدمي خدمة الإنترنت والتشبيك بأن يسهموا في مواجهة التحديات في التقنية، كما نريد أن يكون إحضار الخبراء للمملكة في المؤتمرات وغيرها على مدار الساعة، لصنع الكوادر».
وأضاف: «عندما زرت جامعة المجمعة في محافظة المجمعة وجدت أن المسؤولين فيها وأعضاء هيئة التدريس يعيشون تحدياً يومياً في قضية اتصال الإنترنت في الجامعة، ويضطرون إلى تحريك الجهاز يميناً ويساراً حتى يلتقط الجهاز الإشارة»، لافتاً إلى أن المعوقات التي تواجه التعليم الإلكتروني كثيرة جداً، ومن أبرزها نقص الكوادر البشرية والرقعة الجغرافية المترامية الأطراف، إضافة إلى سوء تشبيكات واتصال الإنترنت من الشركات الموصلة للخدمة، فتوجد بعض القرى والمدن السعودية لا يزال الإنترنت فيها ضعيفاً أو معدوماًَ، أما التدريب فلن ننفك عن الحاجة إلى التدريب المستمر والبنى التحتية.
وأشار إلى أن المملكة متأخرة نوعاً ما في التقنية، ولكن سر النجاح الأول هو التكاتف والتعاون، وأن هناك تنسيقاً قوياً بين وزارة التعليم العالي والجامعات، ويتم تطبيق خطة وضعت قبل ثلاثة أعوام، وقال: «نظرتنا هي النظرة العالمية، ومادام هناك تعلم وتعليم، ومادام هناك حوسبة وتشبيك، فلن ينفك الاثنان من أن يمتزجا، وليس هو المستقبل، فلقد تخطينا هذا الحديث، فيجب تحديد ما هيئة المستقبل بشكل دقيق، المملكة تعيش الجيل الثاني في التعليم الإلكتروني، وأثر في أن أنتج ما يسمى الجيل الثاني من التعلم الإلكتروني، للأسف الشديد معظم الدول العربية لا تزال في منتصف المسافة نحو تحقيق ما يسمى الجيل الأول من التعلم الإلكتروني، الجيل الاعتيادي من الإدراج البسيط للتقنيات في الحالة التعليمية، وما نطالب به هو أن ننتقل للجيل الثاني من التعلم الإلكتروني، وندفع بخطوات قوية لنكون جاهزين لتبني تقنيات الجيل الثالث».