تستعد إسرائيل لتنفيذ مشروع ترميم وتحسين 296 موقعاً تاريخياً وأثرياً موزّعاً في الأراضي الفلسطينية، ترجع إلى حقب تاريخية متعاقبة، بميزانية قدرها 700 مليون شيقل إسرائيلي (ما يقرب من مليون و800 ألف دولار).
وأكد مركز القدس الدولي على لسان مديره الدكتور حسن خاطر، الذي يُعنى بشؤون المدينة المقدسة من حيث التوثيق والإعلام والدراسات، أن المشروع الذي أعلن سكرتير الحكومة الإسرائيلية عن جاهزيته للتنفيذ قريباً، "كان قد طُرح قبل حوالي ثلاث سنوات".
وقال خاطر في تصريحات صحافية: "قمنا حينها بالتصدي للمشروع، وتنظيم حملة إعلامية دولية كبيرة لمواجهته، ما فرض على سلطات الاحتلال تأجيله"، منوهاً إلى أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت على لسان سكرتيرها، زيفي هاوسر، عن ميزانية المشروع والتي تبلغ 700 مليون شيكل إسرائيلي، مرصودة بالكامل - بحسب هاوسر - من أجل الحفاظ على تراث الآباء والأجداد، وعلى التراث الذي يؤكد الوجود اليهودي في هذه الأرض".
وحذر مركز القدس الدولي من أن إعادة طرح هذا المشروع من جديد "تعكس تصميم سلطات الاحتلال على المضي قدماً في استهداف تاريخ ومعالم ومقدسات الفلسطينيين، التي مازالت إلى اليوم شاهداً عريقاً وشامخاً على هوية هذه البلاد وجذورها التاريخية، رغم كل الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في حقها".
وأشار الدكتور خاطر إلى أن إسرائيل تستغل الانشغال الفلسطيني الداخلي بقضايا الانقسام والأزمات المالية الخانقة لـ"تنقضّ على جذورنا التاريخية وتستولي عليها بالتزوير والتغيير، حيث سيطال هذا المشروع معظم الأماكن والمعالم الدينية والأثرية في ربوع فلسطين كلها، من الجليل إلى النقب".
ومن بين المعالم التي تنوي إسرائيل تهويدها: الحرم الإبراهيمي، ومدينة يسمونها "مدينة داود"، وتقع بالقرب من المسجد الأقصى، وقبر يوسف، بالإضافة لجبل هيرودس جنوب بيت لحم، ومواقع أخرى في نابلس، ومعالم تاريخية ودينية أخرى.
وطالب رئيسُ مركز القدس الدولي الدكتور خاطر الجهاتِ الفلسطينيةَ المسؤولة بـ"سرعة التحرك لمواجهة هذه المؤامرة على آثار فلسطين". وطالب كذلك باستثمار الوضع الجديد لفلسطين كدولة، و"التحرك من خلال كل المنظمات الدولية المعنية بحماية التراث والآثار في العالم، وعلى رأسها منظمة اليونسكو، لمواجهة ما تقوم به إسرائيل".
