اتهمت كوريا الشمالية الخميس الولايات المتحدة بالسعي لشن حرب ذرية وهددتها بتوجيه "ضربة نووية وقائية"، فيما فرض مجلس الامن الدولي عقوبات جديدة على بيونغ يانغ بعد تجربتها النووية الثالثة.
واعتبرت المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان هذه العقوبات الجديدة "ستضرب بقوة" نظام بيونغ يانغ الشيوعي.
وبعد ان شددت في تصريح صحافي على ان القرار 2094 الذي اقر الخميس يتضمن "عقوبات مالية قاسية"،
اعتبرت ان "هذه العقوبات المشتركة ستضرب بقوة" نظام بيونغ يانغ و"ستعزز عزلة كوريا الشمالية".
واضافت ان "القادة الكوريين الشماليين سيدفعون غاليا ثمن تحدي المجتمع الدولي".
وقالت ايضا ان "العالم اجمع موحد الارادة لنزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية".
وفي نيويورك، اقر مجلس الامن الدولي فرض عقوبات جديدة، مالية خصوصا، بحق كوريا الشمالية وذلك ردا على التجربة النووية الثالثة التي قامت بها بيونغ يانغ في شباط/فبراير.
وينص القرار الذي عرضته عدة دول منها الولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية وفرنسا واعتمده اعضاء المجلس ال15 بالاجماع على وقف مصادر التمويل لبرامج بيونغ يانغ العسكرية والبالسيتية، كما يفرض رقابة على الدبلوماسيين الكوريين الشماليين ويوسع اللائحة السوداء للاشخاص والشركات المجمدة حساباتهم او الممنوعين من السفر.
وكان مجلس الامن اعلن عزمه اتخاذ "اجراءات مناسبة" ضمن قرار جديد منذ ان اعلنت بيونغ يانغ عن تجربتها النووية الثالثة بعد تجربتي 2006 و 2009.
وسبق ان فرض مجلس الامن سلسلة عقوبات على كوريا الشمالية منذ 2006 بسبب اجرائها تجارب نووية او اطلاق صواريخ بالستية ولكن بدون اثار بارزة على النظام الستاليني.
واكدت الولايات المتحدة الخميس انها "قادرة تماما" على الدفاع عن نفسها ضد اي هجوم صاروخي تشنه كوريا الشمالية وذلك بعد ان هددت بيونغ يانغ واشنطن بضربة نووية "وقائية".
كما اكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في لقائه اليومي مع الصحافيين ان كوريا الشمالية لن تربح شيئا من مضاعفة التهديدات والاستفزازات.
من جهته، دعا السفير الصيني في الامم المتحدة لي باودونغ الى العودة الى "المفاوضات السداسية" التي تضم الكوريتين والصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة، والمتوقفة منذ 2009.
ورفض السفير الكوري الجنوبي هذه الفكرة، وقال ان المسؤولين الكوريين الشماليين "منعزلون عن بقية العالم وهذا ليس وقت الكلام عن حوار". واضاف ان "على كوريا الشمالية ان تتخلى عن وهم ان تصبح قوة نووية وان تختار الخيار الصالح".
وطالب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس كوريا الشمالية بعدم اللجوء الى "الاعمال الاستفزازية والخطاب العدائي".
واعرب عن "القلق الشديد لتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية" و"طالب بالحاح كوريا الشمالية بالامتناع عن اي عمل جديد من شانه زعزعة الاستقرار وعدم استخدام الخطاب العدائي".
ودعا بان كي مون بيونغ يانغ الى "تغيير موقفها والعمل على احلال الثقة مع جيرانها" كما جاء في بيان للامم المتحدة.
وحذر سناتور اميركي نافذ الخميس كوريا الشمالية من ان اي ضربة نووية وقائية ضد الولايات المتحدة ستكون بمثابة "انتحار"، مؤكدا امام الكونغرس الاميركي ان هذه الامة المنعزلة تشكل "تهديدا متناميا".
وقال السناتور الديموقراطي بوب ميننديز امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ والتي يرئسها "لا اعتقد ان نظام بيونغ يانغ يريد الانتحار، لكن كما يعرف بالتاكيد، هذا هو ما سيحصل في حال حصول هجوم ضد الولايات المتحدة".
وبعدما صعدت التوتر عبر تهديدها بالغاء اتفاقية الهدنة التي انهت الحرب الكورية في 1953، شددت كوريا الشمالية مجددا لهجتها.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية كما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية "طالما ان الولايات المتحدة تستعد لشن حرب نووية، فان قواتنا المسلحة الثورية تحتفظ لنفسها بحق شن ضربة نووية وقائية لتدمير معاقل المعتدين".
كما حذر من ان حربا كورية ثانية قد تكون "حتمية" اذا واصلت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية رفض مطالب بيونغ يانغ بالغاء تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق مرتقبة الاسبوع المقبل.
وياتي هذا التهديد الجديد بعد يومين من اعلان جيش كوريا الشمالية بانه يمكن ان يلغي اتفاقية الهدنة عام 1953 التي انهت الحرب الكورية.
وقال الناطق الكوري الشمالي ايضا ان قرار "الغاء" اتفاقية الهدنة سيدخل حيز التنفيذ حين تبدأ المناورات العسكرية الكورية الجنوبية-الاميركية الاثنين.
واضاف "هذا يعني انه اعتبارا من تلك اللحظة يمكن ان تقوم قواتنا المسلحة الثورية بتحرك عسكري في اطار الدفاع عن النفس ضد اي هدف في اي لحظة".
من جهتها حذرت صحيفة "رودونغ سينمون" الناطقة باسم الحزب الواحد في كوريا الشمالية بان "الحرب لن تقتصر على شبه الجزيرة الكورية" في اشارة الى الترسانة البالستية التي تملكها بيونغ يانغ والتي يمكن ان تصل الى الاراضي الاميركية وخصوصا الجزر في المحيط الهادىء.
وفي هذا الوقت بث التلفزيون الرسمي الكوري الشمالي مشاهد لتجمع كبير عسكري ومدني نظم الخميس في ساحة كيم ايل سونغ في بيونغ يانغ.
وتعاقب مسؤولون عسكريون كبار ومسؤولون حزبيون على القاء كلمات تندد بالولايات المتحدة وتحذر واشنطن من عواقب "عدوانها".
وكانت كوريا الشمالية هددت في السابق بشن هجمات ضد القوات الاميركية في كوريا الجنوبية كما تقول ان لديها صواريخ بعيدة المدى يمكن ان تجهز برؤوس نووية وقادرة على بلوغ الولايات المتحدة القارية.