قال عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة المهندس إبراهيم السلطان، إن هذا المشروع الجديد سيحدث أثراً إيجابياً كبيراً على حركة السير في الطرق الرئيسة الأخرى الموازية في المدينة، وبالأخص في كل من طريق مكة المكرمة وطريق الملك فهد، والطريق الدائري الشرقي، وطريق الملك عبدالعزيز، إذ سيجتذب الطريقان حجماً كبيراً من الحركة المرورية تقدر بأكثر من نصف مليون رحلة يومياً، وسيكون لهذين الطريقين دورهما في تفعيل الترابط بين جهات المدينة، وتيسير التنقل في ما بينها بكل يسر وسهولة.
وأضاف: «يمتد مشروع طريق أبي بكر الصديق جنوباً عبر قاعدة الرياض الجوية حتى التقائه بطريق صلاح الدين الأيوبي بطول خمسة كيلومترات، كما يمتد مشروع طريق العروبة من تقاطعه مع طريق الملك عبدالعزيز حتى التقائه مع طريق عبدالرحمن الغافقي عند تقاطعه مع الطريق الدائري الشرقي بطول ستة كيلومترات».
مجموعة من الأنفاق والجسور
اشتمل المشروع على تنفيذ ثلاثة أنفاق تحت المدارج بطول إجمالي قدره حوالى 2 كيلومتر بعرض 35 متراً لكل نفق، يقع اثنان منها على طريق العروبة والثالث على طريق أبي بكر الصديق، إضافة إلى نفق بطول 60 متراً، وجسر بطول 210 أمتار عند مداخل مقر قيادة الدفاع الجوي، وجسر بطول 41 متراً على تقاطع طريق العروبة مع طريق أبي بكر الصديق، إلى جانب نفق داخلي في محيط القاعدة الجوية، ويتكون الطريق الرئيس من ثلاثة مسارات، ومسار للطوارئ في كل اتجاه، وجزيرة وسطية عرضها 3.5 متر.
أكبر ميدان مفتوح في الرياض
أقيم في قلب المشروع واحداً من أكبر ميادين مدينة الرياض تبلغ مساحته 330 ألف مترمربع، مشكلاً تقاطعاً حراً لحركة الالتفاف لكل الاتجاهات، ومتيحاً التنقل بكل يسر بين الطريقين.
وجرى إضفاء لمسات جمالية على الميدان من خلال نصب 1256 مجسماً فنياً لطائرات، و45 علماً للمملكة العربية السعودية، و42 قمعاً جمالياً لتحديد اتجاه الرياح، ما أعطى الميدان بعداً بصرياً وروحاً عصرية منسجمة مع محيطه الزاخر بأنشطة الطيران.
أنظمة السلامة
توفّر الأنفاق الممتدة أسفل مدارج الطائرات «وهي مغطاة بالكامل» انسيابية عالية للحركة العابرة على المحورين الرئيسيين في المدينة، ولضمان أداء الأنفاق لهذه المهمات بكفاءة عالية تم تزويدها بالعديد من أنظمة الأمن والسلامة، من ضمنها أنظمة «مستشعرات شدة الإضاءة» داخل الأنفاق، و«حسّاسات العد المروري للسيارات»، واللوحات المرورية المتغيرة قبل الدخول للنفق، إضافة إلى مراوح التهوية، و58 مركزاً للاتصال في حالات الطوارئ، وكاميرات المراقبة على طول الأنفاق، وأجراس إنذار، وأبواب الهروب بين مسارات النفق مزودة بإضاءة LED، إلى جانب نشر 132 لاقطاً ومكبراً للصوت، ومجموعة من المحددات الضوئية للمشاة داخل الأنفاق للمساعدة في تحدد أبواب الهروب، فضلاً عن تزويدها بأبواب لمركبات الطوارئ، وفتحات للدوران قبل وبعد النفق.
كما يمكن التواصل مع السائقين عبر إرسال رسائل في الحالات الطارئة من خلال جهاز الراديو الخاص بالسيارات، وذلك على موجات FM ضمن الترددين 100 و98، ويجري العمل على أن تشمل جميع ترددات FM.
نظم متكاملة لإطفاء الحريق
تعتبر الحرائق من المخاطر الرئيسة التي يمكن أن تقع في الأنفاق في شكل عام، وذلك بسبب تزايد سرعة اشتعال النيران فيها بفعل الأثر الديناميكي في الغازات المشتعلة، لذا فقد تم تجهيز الأنفاق بأنظمة الإطفاء ومكافحة الحريق من خلال تهيئة أربعة عناصر رئيسة تعمل بالتكامل في ما بينها، وهي نظم الإنذار الباكر، ونقاط الإطفاء الثابتة والمتحركة.
نظم للري وتصريف السيول
تم تزويد الأنفاق بـ18 مضخة أساسية لتصريف مياه السيول، وخمسة مضخات احتياطية، إضافة إلى شبكة للري داخل محطة معالجة المياه مزودة بسبعة مضخات كبيرة لري المناطق الخضراء في المشروع، ويتم التحكم فيها عبر موجات لاسلكية، وتقدر طاقتها الإنتاجية بـ2800 مترمكعب يومياً، فيما تصل سعة الخزان إلى 6000 مترمكعب.
كما زوّد المشروع بقناة لتصريف السيول بطول 10.6 كيلومتر، ابتداءً من قناة التحويل الشمالية الواقعة في بداية شارع الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وتتجه شمالاً بمحاذاة طريق أبي بكر الصديق عبر قاعدة الرياض الجوية، حتى تصل إلى طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد.
اعتبارات فنية وأمنية
المشروع التزم بتطبيق المسافات المعتمدة في أنظمة الطيران العالمية، مثل بُعد الطرق عن المدارج الرئيسة، وأن تكون الأنفاق مغلقة، وفق تصميم إنشائي يجعلها قادرة على تحمل هبوط الطائرات العملاقة الحديثة بكامل حمولتها مع رفع كفاءتها في مكافحة الحرائق.
كما راعى المشروع متطلبات أنظمة المراقبة الأمنية وغرف التحكم والمسارات الخاصة بالدوريات الأمنية حول الطرق داخل القاعدة، إذ جرى إنشاء حائط خرساني بارتفاع ثلاثة أمتار عن سطح الأرض على جانبي الطرق، إضافة إلى وضع كاميرات أمنية لرصد توقف المركبات أو حركة المشاة، إلى جانب إعادة بناء عدد من منشآت القاعدة بمساحة تبلغ 12.2 ألف متر مربع، وإنشاء ساحتين لوقوف الطائرات بمساحة إجمالية تبلغ 80 ألف متر مربع، وتعديل مسارات المدارج ونظم الاتصالات والخدمات بما يحقق معايير الطيران الدولية، وما يتلاءم مع مسارات الطرق في المشروع.
أنظمة الإدارة المرورية المتقدّمة
احتضن المشروع مجموعة متكاملة من نظم الإدارة المرورية المتقدمة بهدف تحقيق الاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية للطرق ورفع مستوى السلامة المرورية فيها، إذ جرى تجهيز الطرق الرئيسة بـ22 لوحة إرشادية متغيرة الرسائل، و161 لوحة تنظيمية متغيرة الرسائل، و120 لوحة متغيرة للتحكم بالمسارات داخل الأنفاق الثلاثة، ونظام آلي لمراقبة وعدّ الحركة المرورية عند التقاطعات، وعلى امتداد الطرق بواسطة 260 كاميرا ثابتة، و34 كاميرا محورية.