تمكنت الشرطة الفرنسية من إحباط هجوم وشيك كان قد خطط له متشددون إسلاميون الأسبوع الماضي ليقوموا بتنفيذه الاثنين 11 من أذار/مارس الجاري، تزامنا مع الذكرى الأولى لمقتل مرتكب مجزرة تولوز الإرهابي محمد مراح.
وقامت الشرطة الفرنسية باعتقال 3 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 22 و28 سنة يشتبه بأنهم إسلاميون متشددون في جنوب فرنسا كانوا يخططون على ما يبدو لشن هجوم مماثل لنهج القاعدة في تولوز، وقال ممثل الادعاء في باريس فرانسوا مولان إن الشرطة عثرت على أسلحة ومتفجرات في منزل أحد المشتبه بهم في بلدة مارينيان قرب مارسيليا "جنوب فرنسا" وقامت بتسجيل اتصالات هاتفية ورصدت رسائل بين المتهمين الثلاثة، وهذه المكالمات والرسائل تشير إلى أنهم كانوا يوشكون على تنفيذ هجومهم يوم الاثنين انتقاما لمقتل محمد مراح.
ويخضع حاليا المتهمون لتحقيق رسمي مع رجل رابع أطلق سراحه لاحقا، ومن بين الأشخاص المحتجزين مجرم له سوابق في سجلات الشرطة الفرنسية لقيامه بالسرقة والمتاجرة بالمخدرات، وكان قد أمضى عقوبة خمسة أشهر في السجن في العام الماضي 2012 ويتهم حاليا بجلبه مواد متفجرة.
وقال مولان في بيان له اليوم الاثنين "لقد أظهر التحقيق أننا كنا أمام مختبر حقيقي لتصنيع العبوات الناسفة البدائية، ورغم أننا ليس لدينا دليل على خطة محددة، إلا أن الرسائل المتبادلة بين الشركاء تشير إلى احتمال تسريع الجدول الزمني، وأضاف "كان من الواضح أنهم كانوا يدربون أنفسهم على تصنيع المتفجرات بناء على فكر جهادي أصولي وتمجيد لمحمد مراح ورغبة مؤكدة في التنفيذ".
الذكرى السنوية الأولى
ويأتي توقيت الاعتقال متزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لبدء هجوم بأسلحة نارية شنه محمد مراح وقتل خلاله ثلاثة أطفال يهود وحاخاما وثلاثة جنود في مدينة تولوز في جنوب فرنسا، وقتل مراح بعد ذلك في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
والدة أحد ضحايا الجنود الفرنسين لطيفة زياتن كانت تحيي ذكرى مقتل ابنها على يد مراح بمشاركة وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان والذي قام بمنحه وسام "الشرف مع وضع حجر في مكان الاغتيال كتب عليه "هنا في 11 من مارس 2012 اغتيل الجندي عماد بن زياتن من أجل فرنسا" في عملية جبانة، مخاطبا والدة الضحية بأن البطل عماد زياتن يستحق من فرنسا كل التقدير.
والدة الجندي الفرنسي عماد زياتن قالت "للعربية نت" وهي تبكي "في مثل هذا اليوم فقدت أعز شيء في حياتي، إنه ولدي وحبيبي، وإن شبح موته مازال يعيش معي، ولقد تمكن الإرهاب من حرماني من أعز ما أملك في حياتي" ثم تابعت إنني سأواصل حملتي في الحرب على الإرهاب وعلى الذين يستخدمون الدين بشكل خاطئ ومسيء للإسلام، وشكرت أصدقاء ابنها لأنهم وقفوا معها وآزروها في محنتها، وطالبت الجهات الفرنسية بأن ترعى الشباب العاطل عن العمل حتى لا يتكرر الحادث مع الآخرين، أو يولد إرهابي جديد كمحمد مراح.