لوحة رسمها بيكاسو بأقل من 4 ساعات قبل 81 سنة، دفع بها ملياردير أمريكي أمس الثلاثاء 155 مليون دولار، وهو أكبر ما تم به شراء عمل فني في الولايات المتحدة، وأغلى لوحة لبيكاسو المعروف بأنه رسمها في فترة قياسية بعد الظهر قدروها بأقل من 4 ساعات.
لوحة Le Rêve كما سماها بيكاسو، أو "الحلم" بالعربية، اشتراها الأمريكي ستيف كوهين، وهو أحد كبار رجال بورصة وول ستريت، من مالكها الملياردير مثله، ستيف وين، الذي سبق وسبب لها أضرارا بسيطة، ومن دون قصد، عندما كان يعرضها على بعض أصدقائه، وتم إصلاح العطب بكلفة 90 ألف دولار، طبقا للمنشور عنها في الكاتالوغات الفنية.
وجاء شراء "الحلم" بعد أسابيع قليلة من دفع صندوق "ساك" الاستثماري التابع لكوهين 614 مليون دولار لتجنب محاكمته بتهمة الاحتيال، بحسب ما ذكرته صحيفة "نيويورك بوست" في موقعها الألكتروني اليوم الأربعاء، مضيفة أن كوهين "اشتراها لتقديمها كهدية، وكان ينوي شراءها سرا، لكنه لم ينجح وتسرب الخبر".
والمعروف عن كوهين، البالغ عمره 57 سنة، أن ثروته 8 مليارات و800 مليون دولار، بحسب لائحة أصدرتها مجلة "فوربس" الأمريكية هذا الشهر عن أصحاب المليارات بالعالم، وهو شهير بإدمانه على اقتناء الأعمال الفنية عبر المزادات، إلى درجة أصبح يفكر بتأسيس متحف يضم فيه ثروته من التحف وما ندر والتي يقدرونها بأكثر من 700 مليون دولار.
أما اللوحة، وهي بالزيت عرضها 97 وطولها 130 سنتيمترا، فتبدو فيها ملهمة بيكاسو وعشيقته ماري تيريز والتر، التي كانت بعمر 22 عاما حين جلست في مرسمه بباريس على كرسي بعد ظهر 24 يناير/كانون الأول 1932 ليرسمها الفنان الذي كان عمره 51 سنة ذلك العام.
وراح بيكاسو يرسم العشيقة التي تعرف إليها حين كان متزوجا، وبالكاد كان عمرها 17 سنة، متخيلا ما كان يجول في خاطرها حين بدت له غافية في إحدى اللحظات "فرسم رأسها مائلا ونائما وكأنه يصور ضعفه الجنسي" طبقا لما كتبوا عن اللوحة وعن الفتاة التي قضت انتحارا بشنق نفسها في 1979 داخل أحد مرائب السيارات، تاركة في الدنيا ابنة وحيدة أنجبتها من الفنان في 1935 وسمتها مايا ميدمير- بيكاسو، وما زالت حية للآن.
وأول مرة تم بيع اللوحة كانت في 1941 للشقيقين الأمريكيين المستثمرين في الحقل الفني، فيكتور وساللي غانز، ودفعا بها 7 آلاف دولار، ثم اشتراها ثري نمساوي بمزاد في 1997 بأكثر من 48 مليونا، وباعها في 2001 لستيف وين، المعروف بملياردير الكازينوهات، بـ 60 مليون دولار، وبعد 12 سنة رسى بها المطاف على كوهين في صفقة خارج المزاد.