جدد رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي، الأربعاء، استعداد دمشق للحوار مع جميع أطياف المعارضة بما فيها الجماعات المسلحة.
وقال الحلقي, خلال لقاء اللجنة الوزارية المكلفة متابعة تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة في سورية مع أعضاء المكتب السياسي لحزب الطليعة الديمقراطي ان "أبواب الحكومة مفتوحة لجميع أبناء الوطن الأوفياء وهي تسعى للتواصل مع المعارضة الداخلية والخارجية والتنسيقيات والمسلحين الذين يرجحون لغة العقل ونبذ العنف والإيمان بالحوار وعدم إلغاء الآخر".
وأشار الحلقي إلى "الضمانات القانونية التي وفرتها الحكومة للراغبين في العودة إلى الوطن والمشاركة في الحوار بالإضافة إلى الإجراءات التي اتخذتها لمعالجة ملفات الموقوفين والمخطوفين وتسوية أوضاعهم واتخاذ كل مايدعم عملية الحوار على أساس الانتماء الوطني والتمسك بالهوية الوطنية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية".
وفي التطورات الميدانية، أعلنت تنسيقية خربة غزالة بمحافظة درعا، سيطرة الجيش السوري الحر، على الكتيبة "49" دفاع جوي، الواقعة بين بلدة خربة غزالة وعلما، بعد انسحاب القوات الحكومية منها.
وكان الجيش الحر، فرض حصارا دام لأكثر من أسبوع على الكتيبة، في إطار ما يسمى معركة "جسر حوران"، تخللتها اشتباكات عنيفة بين الجانبين. وبث ناشطون صورا تُظهر قوات الجيش الحر داخل مقر الكتيبة، واستيلائه على عدد من الأسلحة المختلفة.
وبحسب مصادر فإن تلك الكتيبة تكتسب أهمية استراتيجية لأن القوات الحكومية كانت تستخدمها لقصف مواقع عدة في مختلف أنحاء محافظة درعاء.
وبث ناشطون صورا لما قالوا ، إنه صاروخ سكود أطلقه اللواء مئة وخمسة وخمسين باتجاه الشمال السوري.
كما قصفت المدفعية بلدة داريا المحاصرة، في حين أظهرت صور أخرى قصفا صاروخيا، مصدره مطار المزة العسكري، استهدف معظمية الشام بريف دمشق.
وكانت مروحية سورية أطلقت صاروخين على أطراف بلدة عرسال اللبنانية الحدودية دون وقوع إصابات وفقا لما نقلت مراسلة سكاي نيوز عربية، الأربعاء، عن مصادر أمنية لبنانية.
وقال شهود لرويترز إن الطائرة السورية توغلت 20 كيلومترا داخل لبنان وأطلقت نيرانها على مشارف البلدة فيما يبدو أنه استهداف لمقاتلين معارضين للنظام السوري.
من جهة أخرى قالت مصادر سكاي نيوز عربية في دمشق إن 10 أشخاص قتلوا في قصف مدفعي على مخيم اليرموك، وبث ناشطون على الإنترنت شريطا للقتلى الذين سقطوا جراء القصف.
وقال ناشطون في المعارضة إن 5 قذائف هاون سقطت على جرمانا في ريف دمشق أدت إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.
من ناحيتها ذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن القوات الحكومية "بسطت نفوذها الكامل على مقام السيدة سكينة ومحيطه في مدينة داريا بريف دمشق في عملية نوعية أسفرت عن القضاء على جميع الإرهابيين الذين تحصنوا بالمقام واستخدموه مقراً لأعمالهم الإجرامية".
وفي مدينة السويداء جنوبي البلاد اقتحم "الجيش الحر" مقر كتيبة الهجانة 66 في وأسفرت الاشتباكات مع القوات النظامية عن سقوط عدة قتلى وفقا لمصادر سكاي نيوز عربية.
وتجددت غارات الطيران الحربي السوري على مدينة الرقة شمالي البلاد بعد سيطرة مقاتلي المعارضة عليها بداية شهر مارس الماضي.
في هذه الأثناء نقلت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطات عن مصدر عسكري تأكيده أن دمشق "ستبقى آمنة" وأن كافة تشكيلات القوات السورية ستكون على أهبة الاستعداد للدفاع عنها، مشددا على أن مصير كل من يقترب منها هو "الموت المحتم".
يأتي ذلك في ظل معارك عنيفة وتصعيد عسكري مستمر منذ أيام بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في بعض الأحياء الواقعة عند أطراف دمشق وفي المناطق المحيطة بالعاصمة.
وقال المصدر الذي لم تكشف عنه الصحيفة "حذرنا مرارا وتكرارا المجموعات الإرهابية بكل الوسائل المتاحة أن أي اقتراب من دمشق يعني الموت المحتم لها ولقادتها"، مشيرا إلى "محاولات تسلل تحصل من عدة محاور وغالبا ما يقتل جميع المتسللين أو أغلبيتهم ويفر الآخرون".
وتصف السلطات مقاتلي المعارضة السورية "بالإرهابيين" وتشن القوات السورية منذ أشهر حملة واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل هؤلاء المقاتلين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة.