رحلت "بسمة" ذات الأربعة عشر ربيعا بصمت، والتي كانت ضحية انفصال والديها، بعد فترة قضتها في مستشفى الصحة النفسية، وقبل أن ينطق القاضي بالحكم في قضية رفعتها ضد والدها مطالبة بالحماية.
وتوفيت الطفلة قبل شهر تقريبا وكانت تعاني - وفقا لتقرير مستشفى الصحة النفسية- من ضغوط نفسية واجتماعية ولدت لديها خوفا ورغبة في عدم الحياة، وفتحت والدتها ملف القضية مرة أخرى متهمة طليقها "والد بسمة" بقتلها بعد تعذيبه لها، حيث تقدمت إلى المحكمة العامة بالطائف التي تنظر في القضية مطالبة بمقاضاة طليقها الذي كان سببا - على حد زعمها ـ في وفاة ابنتها، وقالت إن ابنتها تعرضت لأنواع من العذاب، حيث كان يمنع عنها الأكل والشرب، ويمارس بحقها أصناف العنف والإذلال.
وقالت والدة بسمة لـ"الوطن" إن "القصة بدأت عندما لاحظت معلمات ابنتي بالمدرسة اعوجاجا في مشيتها، وانطوائها، وآثار ضرب، فأبلغن هيئة حقوق الإنسان التي تدخلت، وأعدت تقريرا عن الحالة لإرساله للمحكمة، وتم تحويلها إلى مستشفى الصحة النفسية الذي أوضح في تقريره تعرضها لضغوط نفسية واجتماعية، وشخص حالتها بـ "اضطراب التوافق"، وأوصى الفريق المعالج بضرورة استمرارها على العلاج الموصوف لها، والمتابعة المستمرة بالعيادات الخارجية".
وأضافت أنها رفعت قضية لمحاكمة المتسبب في وفاتها، كما رفعت شكوى لوزير الداخلية طالبت فيها بتشكيل لجنة للتحقيق في الوفاة.
وكان تقرير الوفاة الذي أصدره المستشفى يشير إلى أن الطفلة تعرضت لهبوط في الدورة الدموية والقلب، وترتب عليه توقف المراكز الحيوية في المخ، وفشل في الجهاز التنفسي، والتهاب رئوي حاد، وتسمم في الدورة الدموية، كما ساعد فقر الدم على الوفاة.
من جهته، قال الناطق الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان إن تقرير وفاة الطفلة الذي يكشف أسباب وفاتها صادر من مستشفى خاص، وتم اعتماده، وتصديقه فور صدوره.
