تصعد المعارضة البحرينية تحركها في الشارع لاسماع مطالبها بالتزامن مع استضافة المملكة الخليجية لسباق الفورمولا واحد نهاية الاسبوع، فيما تؤكد السلطات انها ستتخذ كل التدابير لضمان امن السباق.
وفيما يتظاهر الالاف من انصار المعارضة الشيعية يوميا منذ يوم الجمعة، يخرج العشرات من الناشطين المنضوين تحت لواء ائتلاف "شباب ثورة 14 فبراير" بدورهم لاغلاق الطرقات وحرق الاطارات في القرى الشيعية القريبة من المنامة، ما يتسبب بمواجهات مع الشرطة.
وقال المسؤول الاعلامي في جمعية الوفاق المعارضة طاهر الموسوي لوكالة فرانس برس ان "وجود الفورمولا في البحرين يعطي حافزا لزيادة الحراك السلمي بسبب وجود الاعلام العالمي ووسائل الاعلام الذي يمكن ان تعكس ما يجري في البحرين".
وبحسب الموسوي، فان الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في البلاد لا تعارض اقامة سباق الفورمولا الذي تبدأ تجاربه الجمعة ويقام الاحد على حلبة الصخير في جنوب البحرين.
وقال في هذا السياق "البحرينيون ليسوا ضد لعبة الفورمولا او ضد ابطالها وجمهورها، وانما نطلب من ابطال اللعبة وجمهورها التضامن مع شعب البحرين الذي يعاني من الظلم والانتهاكات والممارسات المنافية لحقوق الانسان على يد السلطة في البحرين الذي تستضيف هذا السباق وتريد ان تغطي على الانتهاكات بان الوضع مستقر باستضافة مثل هذا السباق".
ووضعت المعارضة السياسية تظاهراتها اليومية التي اطلقتها في 12 نيسان/ابريل تحت شعار المطالبة ب"التحول الديموقراطي". وكانت المعارضة نظمت تحركا مماثلا خلال استضافة السباق في 2012.
الا ان انصار المعارضة يبدون بوضوح معارضتهم لاستضافة السباق.
ويردد المتظاهرون في القرى الشيعية شعارات "سباقكم جريمة"، "كلا كلا لفورمولا الدم"، فيما يحمل بعض المتظاهرين صورا للبريطاني بيرني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية لبطولة العالم لسباقات فورمولا واحد، مشطوبة باللون الاحمر.
واكد شهود ان عشرات المحتجين الملثمين نزلوا الى الشوارع في القرى الشيعية، لا سيما في سترة والبلاد القديم القريبة من المنامة، واقدموا على اغلاق الطرقات بالاطارات المشتعلة والحواجز، قبل ان يتواجهوا مع الشرطة مستخدمين قنابل المولوتوف، فيما استخدمت قوات الامن قنابل الغاز.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام نبيلة رجب في تصريحات عقب جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء ان المملكة "ستوفر الامن اللازم خلال استضافة سباق فورمولا واحد، وستتخذ الاحتياطات الكافية مثلما يحدث في كافة البلدان الكبرى التي تستضيف مثل هذه الفعاليات الرياضية العالمية".
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، اكد رجب ان "البحرين على كامل الاستعداد لاستضافة الفورمولا واحد ولا مشاكل امنية، وما يدور في بعض وسائل الاعلام هي تحركات لجماعات لها اجندات تابعة لايران".
واضافت "هناك بعض التحركات في الشارع هي تحركات اطفال ولا تأثير لها على مجريات السباق".
وذكرت ان كل فرق الفورمولا موجودة في المملكة و"السياح بالالوف"، متوقعة ان تكون "نسبة الاشغال في الفنادق 100% حسب الحجوزات المتوفرة لهذا اليوم".
وبحسب الامين العام المساعد لجمعية الوفاق خليل مرزوق، فان هناك "نهجا امنيا خاطئا في التعامل" مؤكدا ان "العنف يولد العنف".
وقال "هم يتعاملون مع الشعب كانهم اعداء وفي حالة حرب. خلال هذا الشهر فقط اكثر مئة شخص تم اعتقالهم".
وفي هذه الاثناء، يبدو ان الحوار الوطني الذي انطلقت جولة جديدة منه في شباط/فبراير، لا يحرز اي تقدم حقيقي.
وقال مرزوق "لا نية للاصلاح لذلك لا تقدم في الحوار".
اما الموسوي فاعتبر ان "النظام لم يعد جادا في انجاح الاجتماعات القائمة" الا انه اكد ان موقف الجمعية "ثابت واستراتيجي وهو التزام الحراك الشعبي بالسلمية رغم العنف الرسمي المتصاعد، ونحن ندفع باتجاه إنجاح هذه الاجتماعات التمهيدية للوصول لطاولة حوار حقيقية قادرة على الخروج بالبحرين من هذا النفق السياسي المظلم".
وبعد اكثر من سنتين على انطلاق حركة الاحتجاجات التي قادها الشيعة في 14 شباط/فبراير 2011، ما زالت المعارضة السياسية تطالب بالاصلاح وصولا الى حكومة منتخبة والحد من نفوذ الاسرة الحاكمة، فيما يتخطى جمهور المعارضة هذا السقف ويردد خلال التظاهرات شعارات مطالبة ب"اسقاط النظام".