عقد مجلس الأمن الدولي، الخميس، جلسة خاصة لبحث الوضع الإنساني، لاسيما الأطفال، في النزاع السوري. واتهم مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، السعودية وقطر بتزويد المعارضة السورية بالسلاح. وقال إن الجامعة العربية تموّل الإرهاب في سوريا عبر قرارها مؤخراً بتسليح المعارضة.
وقال الجعفري إن عناصر تنظيم القاعدة تلعب دوراً بارزاً في سوريا، مشيراً إلى أن الأزمة السورية ليست إنسانية، بل سياسية.
وأشار إلى سفن محمَّلة بالأسلحة تأتي من ليبيا إلى لبنان وتركيا ثم تمر داخل سوريا عبر حدود الأردن، دون أن يحرك أحد ساكناً.
وفي الجلسة تحدث المسؤولون الدوليون عن المخاوف من تفشي الأمراض في البلاد، وتعرض الأطفال والنساء للاعتداء الجنسي.
وأكد مسؤولو الإغاثة الدولية أن هناك شهادات عن قيام النظام بحرق منازل وداخلها سكان أحياء داخل سوريا.
وشددت زينب هاوا بانغورا، ممثلة الأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في النزاعات، على أن "الاعتداءات الجنسية في سوريا تمثل جرائم حرب". وحثت بانغورا الجيش السوري الحر على منع العنف الجنسي ومحاسبة من يرتكبه.
وفي كلمته، قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة إنه كان يأمل أيضاً إدانة المجلس للإرهاب. وأكد أن سوريا لم تشهد أي جرائم للعنف الجنسي عبر تاريخها، متهماً مجموعات مسلحة مدعومة خارجياً بالتورُّط في تلك الجرائم.
وألمح إلى تقارير منظمات غير حكومية عن قيام مجموعات مسلحة بتجنيد أطفال للقيام بعمليات العنف والتخريب، على حد قوله.
وقال الجعفري إن الحكومة السورية ستلاحق كل من يموِّل الإرهاب في بلاده بشراء النفط المسروق، على حد تعبيره.
واتهم إسرائيل بمعالجة جرحى مَنْ سمَّاهم "المجموعات الإرهابية"، وإعادتهم إلى سوريا. وأشار إلى دور أجهزة استخبارات في مساعدة مجموعات من المسلحين على العمل داخل البلاد.
وذكر أن بعض الدول المجاورة تمنع عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. واتهم مسلحين بحرق مئات الكنائس وتدمير مئات المساجد داخل البلاد.
وطالب الجعفري بمساعدة بلاده على التوصل إلى حل سياسي عبر حوار وطني شامل.
وفي كلمة ممثل لبنان أمام مجلس الأمن، نواف سلام، قال إن عدد اللاجئين السوريين في لبنان سيبلغ 1.2 مليون بنهاية العام الحالي.
وذكر سلام أن بلاده حاولت انتهاج سياسة النأي بالنفس عن التدخل في الأزمة السورية، مشيراً إلى معاناة لبنان من الضغوط على الاقتصاد الداخلي.
وشدد على أن لبنان لن يغلق حدوده أمام اللاجئين، ولن يعيد ترحيل أحد إلى سوريا، مع العمل على توفير الأمن والحماية والطعام والصحة والتعليم للفارين من سوريا.
وطلب ممثل لبنان من مجلس الأمن تقديم المساعدة المطلوبة لمواجهة تدفق اللاجئين عبر حدوده.
ومن جانبها، أعلنت تركيا، عبر كلمة ممثلها، أيرتوغرول أباكان، أن النظام السوري يستهدف شعبه عبر الصواريخ الباليستية ما يدمر البنية التحتية للبلاد.
وقال ممثل تركيا إن بلاده تدعم الحل السياسي في سوريا عبر عملية انتقال سلمي للسلطة.
واتهم النظام السوري بإعاقة وصول المساعدات الطبية والإنسانية عبر الحدود إلى الشعب السوري، متحدثاً عن ضرورة البحث عن آليات جديدة للتعامل مع المعونات.
وفي تعليق لقناة "العربية"، قال المحلل السياسي الكويتي، صالح السعيد، إن خطاب الجعفري يعد امتداداً لخطاب الأسد، ما يؤشر إلى قرب نهاية النظام السوري.
وقال السعيد إن دول الخليج تمول تقديم المساعدات الإنسانية والطبية للشعب السوري.
وأكد أن تاريخ النظام السوري ملطخ بالدماء، ويسعى إلى وصم ثورة شعبية تطمح للحرية والكرامة بأنها "إرهابية".
ومن القاهرة، قال وحيد صقر، عضو التيار الوطني السوري للتغيير، إن الجعفري يريد تشويه الحقائق، وأن يضع الضحية مكان الجلاد، متناسياً أن ترسانة الأسلحة هي بيد النظام، وليس المعارضة.
وناشد المجتمع الدولي اتخاذ قرار يرقى إلى مستوى تضحيات الثورة على الأرض.