فجأة وجدت إدارة نادي النصر نفسها في مأزق كبير، قد يكلفها غالياً، ويحط بها من علِ، حين يضطر الفريق الكروي الأول أن يبدأ الموسم الرياضي المقبل، مخصوماً من رصيده ست نقاط.
إذ أرسل الاتحاد الدولي إلى اتحاد القدم السعودي، خطاباً يطلب فيه بلهجة حادة، أن يدفع نادي النصر مستحقات اللاعب الأرجنتيني داميان مانسو (٣٣ عاماً)، والبالغة ٢٩٠ ألف دولار (مليون و٨٠ ألف ريال)، وأمهله لتنفيذ ذلك سبعة أيام فقط، وإلا فإنه سيضطر وفق القوانين، أن ينتقل إلى الخطوة التالية، بتحويل مسار الشكوى إلى لجنة الانضباط في "فيفا"، والتي غالباً، تحصر حلولها في خيارين، إما حرمان النصر من تسجيل الأجانب (لاعبين ومدربين) الموسم الجديد، أو خصم ست نقاط من رصيده، وهو ما يعني أن يبدأ منافسات الدوري (وكأنه هزم مرتان متتاليتان).
وسبق للاتحاد الدولي أن أرسل خطابين قبل أن يتبعهما بالثالث "الحاد"، لكن إدارة النصر، اختارت تجاهلهما، ربما لعدم توافر المبلغ، وربما ليقينها بأنه لا حق للاعب الأرجنتيني في ريال واحد من خزينتها.
لكن، تجاهل النصر أو يقينه، لا يعني "فيفا" في شيء، وإنما القانون هو وحده ما يعنيهم، ولعل ما حدث لنادي الرياض السعودي قبل ٦ مواسم، شاهد ضخم على صرامة الاتحاد الدولي، حين أقر خصم ٦ نقاط من الفريق السعودي عام ٢٠٠٧، ليهبط رصيده من ٢٠ نقطة إلى ١٤بانتهاء مباريات الأسبوع ١٣ من كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وذلك على خلفية عدم التزام النادي بدفع المستحقات المالية المتأخرة للاعب البرازيلي المحترف فرانسيسكو سيزار دوس سانتوس.
وليس مانسو وحده، من يقلق النصر، ويدفع أعضاء مجلس الإدارة إلى تقليب جيوبهم، وإنما الإكوادوري جيمي أيوفي أيضاً، خاطبهم وجهاً لوجه بغضب، قال الرئيس: "أعطوني مستحقاتي، أو أشتكيكم"!
وكان مقرراً أن يغادر أيوفي عائدا إلى بلاده، فجر الخميس الماضي، بعد أن وعدته الإدارة النصراوية بدفع كل ما له في ذمتها، قبل إقلاع رحلته بساعتين، وذلك بتحويل المبلغ المستحق إلى حسابه البنكي، لكن الإدارة أخلفت وعدها، فألغى أيوفي رحلته، وعاد أدراجه محمولاً على أكتاف سخط شديد، وحاملاً على أكتافه هو تهديداً في حجم جبل، ليلتقي أمس رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي في النادي، قائلاً له: "لا خيار ثانيا عندي ولا عندكم، ادفعوا١٣٠ ألف دولار (٤٨٧ الف ريال سعودي)، أو أشتكيكم، إلى اتحاد اللعبة السعودي، ومن ثم سأذهب إلى "فيفا" .. سآخذ حقي كله"، وأمهله لتنفيذ ذلك ٤٨ ساعة.
ويبدو أن الدموع التي ذرفها أيوفي أمام عدسات المصورين (امتنانا لمحبة ووفاء النصراويين) حين كان يرقد على سرير المستشفى متأثراً بإصابته التي أقصته من صفوف النصر، وعبارات المديح التي مسح بها رؤوسهم، تحولت الآن، إلى قسوة وغضب، وربما قطيعة.