حددت «أرامكو» السعودية مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل موعدا لفلترة دخول الأجهزة الكهربائية الرديئة إلى السعودية بغية الحفاظ على الطاقة عقب وصول معدلات استهلاك السعوديين لأربعة ملايين برميل يوميا.
وبحسب المهندس زهير الحسين، نائب رئيس «أرامكو» لأعمال الزيت، فإن معدلات استهلاك السعوديين للطاقة أضحت أمرا مقلقا، وهو ما يعني ارتفاع معدلات استهلاكية من الطاقة يوميا، مشيرا إلى أن استهلاك السعوديين يقدر بنحو 4 ملايين برميل من الزيت المعادل، من إجمالي إنتاج يومي يقدر بنحو تسعة ملايين برميل، وذلك بهدف إيجاد الطاقة الكهربائية للبلاد، وهو ما يعني نحو40 في المائة تقريبا من الإنتاج الكلي.
وتوقع الحسين في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن يزداد الاستهلاك مع تزايد عدد السكان، مبينا أنه في حينها لن يكفي هذا الرقم من الإنتاج لتغطية المتطلبات والتي من أهمها توفير الطاقة الكهربائية، وأن 60 في المائة من استهلاك المواطن الفردي يذهب على أجهزة التكييف، مطالبا المواطنين باستخدام الطاقة الكهربائية بالطرق الصحيحة التي توصل إلى عملية الترشيد في الاستهلاك، والذي سيسهم في نهاية المطاف إلى أن يكون هناك وفرة في كميات الزيت التي تستخدم لإنتاج الطاقة الكهربائية.
وأشار نائب رئيس «أرامكو» للزيت، إلى ضرورة إخضاع المواطن إلى جرعات مكثفة من العملية التوعوية التي يستطيع من خلالها الحصول على كيفية الاستخدام الأمثل للطاقة، عن طريق قنوات ترشيد ملموسة، ضاربا مثلا بسلسلة استخدامات وقائية كفيلة بالتوفير الأمثل للطاقة كعملية وضع عوازل جيدة في جدار المنازل، وحول النوافذ بوضع مواد تمنع تسريب الهواء المنبعث من أجهزة التكييف داخل المنازل، فضلا عن وجود مصابيح إنارة حاليا بالأسواق لا تستهلك الطاقة، مشيرا إلى أن هذه العوامل لو نفذت في المنازل لكان هناك استخدام أمثل للطاقة وهو ما سيوفر على السعودية الاستهلاك المفرط في براميل النفط لإنتاج الطاقة.
وأبان الحسين أن السبب الرئيس في إهدار الطاقة في السعودية هو وجود أجهزة منزلية كهربائية رديئة الصنع والتي بسببها يتضاعف استهلاك الطاقة، بينما جيدة الصنع لا تستهلك في المقابل إلا طاقة محدودة وتقوم بدورها على أكمل وجه، ولذلك يجب على المواطن المستهلك مثلا لتلك الأجهزة أن يراعي التأكد من جودة الصنع من خلال الملصقات التي تكون ملاصقة لتلك المنتجات الكهربائية والتي من خلالها يتم تحديد جودة الصنع ورداءته، لأن هذا الأمر مهم جدا ولا بد أن ينتبه المستهلك له عند الشراء لتلك الأجهزة وكل هذه المعطيات غائبة عن ثقافة المستهلك في السعودية والتي يجب ومن الضروري أن تكون هناك جرعات توعوية مكثفة في هذا الشأن.
وحدد الحسين مطلع سبتمبر المقبل موعدا لمنع دخول الأجهزة الكهربائية قليلة الجودة ذات النجمة والنجمتين إلى السعودية، وكذلك مثيلاتها من الصناعات المحلية، واصفا هذه الخطوة بالجيدة والتي تهدف إلى رسم خطوات الاستخدام الأمثل للطاقة.
وزاد: «قدمنا توصياتنا بالكامل، وتم الاتفاق مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس في هذا الصدد، وقدمنا الاشتراطات القوية والحازمة في هذا الشأن».
وكشف الحسين عن توجه السعودية نحو توريد سيارات محافظة على الطاقة، كالتي تقف أوتوماتيكيا عند الإشارات الضوئية للحفاظ على الطاقة، مستدلا بنماذج قدمت مؤخرا لشركات متعددة، صممت بشكل موفر للطاقة.
وأعلن الحسين عن وجود برنامج يستهدف الأعمار من موظفي الشركة وأفراد عائلاتهم والقاطنين في محيط مناطق أعمال «أرامكو» في بقيق وما حولها من الهجر والمراكز، حيث جهزت الشركة بالقرب من موقع بلدية بقيق مجمعا من القاعات والتجهيزات تحوي مجموعة من الفعاليات والمعارض والنشاطات التي تمزج التثقيف بالترفيه وتناسب مختلف الأعمار لإيصال الرسائل التثقيفية عن أساليب ووسائل ترشيد استهلاك الطاقة في المنزل والسيارة والمكتب.
وتشمل الفعاليات عرض العديد من تقنيات الإبهار وتوظيفها لتعزيز التثقيف بالترفيه، إلى جانب تنظيم الندوات والمحاضرات، والعديد من الدورات التدريبية على كيفية تحقيق مفهوم الترشيد في استهلاك الطاقة، وتواصل برامج التثقيف والتوعية لموظفي الشركة يأتي ضمن جهودها الدائمة في بناء مجتمع معرفي.