تتجه شركات الأدوية الكبرى في الوقت الحالي إلى العمل المشترك لإيجاد تطبيقات خاصة بالهواتف المحمولة تكشف عن الأدوية المغشوشة والمقلدة بإشراف ومتابعة من الهيئة العامة للغذاء والدواء، في محاولة لوقف التنامي الخطر في معدلات انتشارها في السعودية.
ويعد التحرك خطوة رسمية أولى تسجل للقطاع الدوائي في توظيف التقنية الحديثة من أجل إيجاد تطبيقات للهواتف الذكية تمكن المستخدمين من التأكد من سلامة الأدوية والمستحضرات الصيدلانية بشكل مباشر عن طريق خاصية "الباركود".
وحسب مسؤول رفيع في هيئة الغذاء والدواء – فضل عدم ذكر اسمه - فإن الهيئة تتابع في الوقت الحالي تحركات شركات الأدوية الكبرى في هذا الشأن وبشكل مستمر، مبينا أنها تتجه في الوقت الحالي إلى برمجة وإيجاد تطبيقات لهواتف الجوال تتيح لمستخدميها التحقق من سلامة الأدوية من موجات الغش والتقليد قبل شرائها عبر تقنية "الباركود" من خلال معرفة مصدر الدواء والتأكد من توافقه مع المواصفات والمعايير الدوائية المحلية والدولية.
ويأتي هذا التوجه من قبل شركات الأدوية للاستفادة من تقنيات الهواتف الذكية في خطوة تسعى من خلالها لمحاربة النمو الكبير في معدلات الأدوية المغشوشة والمقلدة في أسواق الدواء السعودية، حيث وصلت في آخر إحصائية رسمية لمصلحة الجمارك السعودية إلى 40%، وهي أعلى نسبة حققتها الأدوية المغشوشة في السوق المحلي.
وتهدف شركات الأدوية إلى جانب بعض القطاعات الحكومية المعنية بمحاربة الغش التجاري بشتى أنواعه وفي مقدمته الغش الدوائي، إلى التصدي لتلك الظاهرة الخطرة عبر تلك النوعية من البرامج التفاعلية كجزء من استراتيجية المواجهة، وبالرغم من أهمية وخطورة الدواء على حياة الإنسان إلا أن التلاعب في تصنيع الأدوية يتم من قبل مصانع خارجية وداخلية بهدف تقليل تكلفة الإنتاج لتحقيق أعلى نسبة من الأرباح، وهو ما تسبب في الكثير من الضرر لمستخدمي تلك الأدوية المغشوشة وخسائر كبيرة لشركات الأدوية التي تعمل وفق النظم الصحيحة، في ظل الضعف الواضح في الثقافة الدوائية والصحية لدى نسبة كبيرة من المجتمع السعودي والخليجي.
وتشمل أنواع الغش الدوائي إضافة إلى الأدوية الطبية الرئيسية، أدوية ومستحضرات التجميل التي تمثل نسبة كبيرة من إجمالي مضبوطات الجهات الرقابية في السعودية سنويا، إلى جانب المقويات الجنسية التي تعتبر أحد أكثر الأدوية استهلاكا في المنطقة.
وأكد المصدر على توجه هيئة الغذاء والدواء لاستخدام التقنية الحديثة وتطبيقاتها بكافة صورها واستثمارها فيما يحقق أهداف وتوجهات الهيئة في جعل المملكة وأسواقها بيئة آمنة في كل ما يتعلق بالغذاء والدواء الذي يعتبر الجوهر الأساسي لمقومات الحياة.