close menu

"السبحة" الخليجية بمئات الآلاف.. وأندرها ما في بطن الحوت

"السبحة" الخليجية بمئات الآلاف.. وأندرها ما في بطن الحوت
المصدر:
العربية

على الرغم من أن الجيل الجديد في الخليج لم يعد في عداد "العاشقين" للموروث الشعبي، خصوصا في ظل اندثار الكثير من "تراثنا" الخليجي، وفقدان لأكثر المظاهر التي ظلت لعقود حاضرة بيننا، لكن مع ذلك تظل هنالك شذرات شبابية هنا وهناك، تمدنا بضوءٍ من الأمل، وتجعلنا نتشبث بذلك الموروث.

خليفة يوسف النعيمي "شاب إماراتي" حصّن هوايته بعشق الماضي، ورسّخ أحلامه بين يديه، من خلال شغفه بـ"حرفة" صناعة "المسابح" التي ظلت من المظاهر الرئيسية للرجل الخليجي، وحيثما تكتظ المجالس الخليجية بالرجال، فهنالك "عتاد" من المسابح التي تتراقص بين أصابعهم.

وجاءت كلمة "سبحة" من التسبيح لله، فبعد كل صلاة يخرج المصلي "سبحته" لتكون بمثابة "آلة حاسبة"، ومع الوقت أصبحت "السبحة" مظهرا رئيسا ومرافقا لكل رجل خليجي.

اليوم هناك عدد قليل من الشباب يحرصون على اقتنائها، في وقت لا يزال الجيل السابق يحتفظ بها، ويقتنيأغلاها، فقد وصل سعر بعضها عشرات الآلاف من الدولارات.

عودة للشاب خليفة النعيمي، فقد سعى لترسيخ هذه الحرفة، التي لم تعد كما كانت، لكنه أراد أن يطلق حلمه عبرها، فأصبح اليوم واحدا من القلائل الذين يصنعون بأيديهم "مسابح" لها روادها ومريدوها.

يقول النعيمي لـ"العربية.نت" إنه منذ صغره عشق "المسابح" الثمينة، وتعلم تقنية عملها من جدته التي غرست فيه حب هذه الحرفة التي كانت هواية، ثم أصبحت "مشروعاً" وإن كانت لا تزال مشروعا صغيرا، لكنه في المقابل يسعى لأن يكون مشروعا ضخما في الإمارات، يحاول من خلاله أن يعيد هذا الموروث، ويجتذب جيل الشباب الذي لم يعد يقتني السبحة إلا في المناسبات أو عندما يزور بعض المجالس.

وحول بداياته الأولى، قال النعيمي إنه بدأ "صناعة المسابح" بعد إلحاح من جدته في كل مرة يزورها، وطلبها منه أن يقوم بصنع مسبحة جديدة لها، لتبدأ الحرفة كهواية، ثم تتحول بعد ذلك إلى شغف إلى أن أصبحت احترافاً يطمح إلى تطويره وتصديره خارجياً، بعد أن أصبح يقتني أكثر الأحجار ندرة في العالم، ووصول مسابحه لأكثر من 180 ألف درهم في الإمارات.

وأضاف أنه قام بإهداء سبحة أثرية من العاج عمرها 200 سنة للشيخ عبدالله بن ناصر المنصوري، عضو في المجلس الوطني بأبوظبي لدعمه المتواصل للمشروع، كما قام باقتناء مسابحه الشيخ محمد بن راشد خلال زيارته لمشروعه ضمن "التاجر الصغير" بـوافي سنتر الأسبوع الماضي.

وقال إن أكثر ما يميز السبحة هو مكانتها الخاصة لدى المسلمين، وحرصهم على اقتناء أفضلها، لما لها من فضل في التسبيح والاستغفار بأسماء الله الحسنى بقطع من 99 وأخرى بـ33 قطعة، أو كجزء من أساسيات الزينة الرجالية، حيث أصبح يطلق عليها حديثاً "هواية الملوك".

وأشار إلى أنه في الآونة الأخيرة بتنا نرى غشاً في تجارة المسابح، إلا أن معرفة الأصلي سهل على الخبير، خصوصاً عندما ندرك أن القطع الأثرية تشوبها بعض الأتربة من الداخل، ولا تكون صافية كما يعتقد البعض.

وأضاف أن بعض الأحجار المستعملة تتعدى قيمتها وناحيتها الجمالية، لتستعمل كعلاج لكثير من الأمراض الرائجة مثل حالات الصداع، إذا ما كانت مصنوعة من قطع الكهرمان النادر من بورما، الذي يستعمل في طرد الطاقة السلبية من الجسم وجذب الطاقة الإيجابية، أو العاج السوداني ذو الخمسين عاماً المعالج للتوتر والغضب، أو تلك المصنوعة من وحيد القرن "الخرتيت" أو "اليسر" الذي تنبعث منة رائحة المسك، وحجر الفسفور الذي يقوم بسحب الطاقة من الشمس.

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات