أكد الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام بأنهم بصدد إنشاء لجنة انضباطية تهدف لوضع حد للانفلات الكبير الذي يشهده الإعلام الرياضي عبر وسائله المختلفة، مؤكدا في الوقت ذاته حرص الوزارة على الحد من التجاوزات الإعلامية المتكررة، مطالبا الإعلام الرياضي بالالتزام بأخلاق وتعاليم الدين الإسلامي التي ترفض تلك الألفاظ، حيث أثرت على المتلقي الرياضي بشكل كبير، موضحا بأنهم أيضا على وشك الفراغ من دراسة الملف الكامل والرؤية المستقبلية تجاه اتحاد الإعلام الرياضي.
وشدد الدكتور خوجة في الحوار الذي أجرته «عكاظ» معه على أنهم سيطلعون على الكثير من اللوائح والأنظمة قبل تشكيل الاتحاد والذي سيتم تكوينه بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب حتى يتسنى له القيام بكافة الأدوار المناطة به.. وهنا تفاصيل ماجاء في الحوار:
• البعض يرى أن الإعلام الرياضي يغرد خارج السرب، بمعنى أن هناك انفلاتا واضحا.. ماذا اتخذتم من تدابير حيال ذلك الأمر؟.
للأسف، هناك تجاوزات عديدة من بعض الإعلاميين عبر العديد من وسائل الإعلام بكافة أنواعها سواء المسموع منها أو المقروء أو حتى المرئي، ولاحظنا ذلك الانفلات الكبير من بعض الإعلاميين، وللأسف هناك اتهامات مباشرة من سب وقذف غير مبررين، ونحن بدورنا في وزارة الثقافة والإعلام وضعنا قوانين صارمة وشكلنا لجنة انضباطية حيال هذا الموضوع، ستحد من ذلك الانفلات وتلك التجاوزات المتكررة، والتي جعلت من الإعلام الرياضي بيئة طاردة وهو أمر ينافي أخلاقنا ومجتمعنا وقبل ذلك ديننا الإسلامي الذي أمرنا أن نتحلى بأحسن الأخلاق وأفضلها.
• أيضا هناك الكثير من التراشقات الإعلامية وبالأخص في مواقع التواصل الاجتماعي.. هل سيكون لها نصيب من المتابعة أيضا؟.
لدينا لجنة قانونية انضباطية خاصة في وزارة الثقافة الإعلام لوضع حد لتلك التجاوزات والتهكمات من بعض الإعلاميين، وهي تتابع الوضع في تلك المواقع، وتراشقاتهم تجاوزت المعقول ووصلت لهتك الأعراض، وللأسف البعض منهم يعد منبرا من منابر الإعلام في الوسط الرياضي ويشكلون ثقلا كبيرا في ذلك، وبالتالي يكون تأثيرهم واضحا على المتلقي الرياضي من خلال الكم الهائل من عدد المتابعين له، فلك أن تتخيل عدد المتابعين عندما يطلق كلماته البذيئة أو حتى عدد متناقليها، لاشك أن تجاوزاتهم خطيرة وعديدة، ونحن بدورنا سنسهم في ردعها والحد من انتشارها.
• وما هي رسالتكم تجاه المتفاعلين مع تلك التراشقات خاصة وأنها تجاوزت مستوى الأدب والذوق العام؟.
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يحثنا على الابتعاد عن تلك الألفاظ، وديننا الحنيف حذر منها، فمن يتابع تلك التراشقات دليل على مشاركته في الإثم من خلال مشاركته بالرد أو حتى بالمتابعة أو إعادة التوجيه، يجب أن نرتقي بذوقنا وقيمنا الأخلاقية، وقبل ذلك ديننا الحنيف أوصى على اختيار الكلمات المناسبة التي توافق القيم والأخلاق.
• رؤساء الأندية يقال بأنهم هم أساس احتقان الإعلام الرياضي من خلال تصريحاتهم المثيرة للجدل.. بماذا ترد عليهم وعلى من يقول إنكم تجاهلتم الموقف؟.
جميع رؤساء الأندية ننظر لهم بمنظور واحد، ولا نفرق بين رئيس ناد كبير وصغير، ومن يخرج عن الذوق العام من قبلهم ويتطاول على الغير سيتعرض للعقوبات الرادعة، فنحن أسسنا لجنة انضباطية إعلامية ستجعل رئيس النادي أو غيره في موقف المساءلة القانونية الحازمة، وهذه اللجنة هي لجنة مختصة بالقضايا والاتهامات الإعلامية وأنا خارج هذه اللجنة بمعنى أنهم قانونيون وقضاة مختصون في هذا الشأن.
• قبل أيام تشرفتم بالالتقاء بسمو الأمير نواف بن فيصل حول تأسيس اتحاد الإعلام الرياضي، ما هي أبرز ملامحه وهل سيكون متتبعا لما يثار؟.
فيما يخص اتحاد الإعلام الرياضي، فحتى الآن لم تتضح الرؤية الكاملة حوله، وحول أدواره التي ستعتمد بعد تأسيسه، فنحن الآن في طور إعداد الملف الكامل والرؤية المستقبلية، ومتى ما انتهى الإخوان من إعداده ستتم دراسته ووضع الشروط والأدوار الكاملة، وإقرار الكثير من الجوانب التي تخصه. قبل أيام اجتمعت مع سمو الأمير نواف في مكتبه وبحثنا سبل التعزيز والتعاون بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام وذلك بما يعود على مجتمعنا بالنفع والفائدة، خاصة وأن الإعلام اليوم أصبح عملا مؤسساتيا على أعلى المستويات، واتفقنا مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب على تشكيل فريق عمل فيما بين الجهتين للقيام بكافة الأدوار المتمثلة بهذا الاتحاد، بالإضافة للتنسيق مع الاتحاد الدولي والآسيوي والعربي والخليجي للصحافة الرياضية، وسنطلع على جميع الأنظمة واللوائح الخاصة باتحاد الإعلام الرياضي وعلى ضوئها سيتم الكشف عن الكثير من الأمور التي تخصه.
• وهل هذا التعاون بين الجهتين يعد الأول من نوعه؟.
تعاون وزارة الثقافة والإعلام مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب موجود مسبقا، وهذا التعاون لا يعد الأول من نوعه، لكنه يأتي تأكيدا لأعمالنا السابقة، بالإضافة للعمل على تطوير العمل الإعلامي الرياضي بشكل عام وبحث سبل التعاون مع الاتحادات الإعلامية الخارجية من أجل فتح المجال أمام الكفاءات الإعلامية الشابة، بالإضافة لنزع التعصب الرياضي.
• ذكرتم «التعصب الرياضي».. كيف ترون هذه الظاهرة؟.
للأسف هذا التعصب نتج عن الفهم الخاطئ للرياضة وقلة الوعي الرياضي، بالإضافة لعدم الإلمام الكافي بمعنى التنافس الرياضي الشريف، كما أن الإعلام الرياضي شريك في السعي وراء نبض التعصب من خلال تأثير المتلقي عما يطرح عبر وسائل الإعلام، لذلك يجب على المشجع الرياضي أن يدرك أن الرياضة وسيلة لتكوين العلاقات المتينة بين الرياضيين لتتحقق الأهداف النبيلة للتنافس الرياضي الشريف، وأن يدرك الشخص المتعصب أن هناك أمورا في الرياضة يجب أن توضع في عين الاعتبار بدلا من التعصب والخروج عن نص وروح القانون، فدائما ما يلاحظ على الشخص المتعصب توتره وقلقه النفسي وتجده متمسكا برأيه حتى وإن جانب الصواب، وتجد لون ناديه المفضل هو السائد في حياته من خلال اختياره لمقتنيات حياته، فهي نصيحة أخوية بالابتعاد عن التعصب الأرعن الذي من الممكن أن يفقدك أشخاصا قريبين منك وأن يكون التشجيع بروح رياضية لأن الرياضة جامعة غير مفرقة.