تعتبر الرمال من أكثر الموارد الطبيعية استعمالا عبر العالم، وتحتل المرتبة الثالثة بعد الهواء والماء من حيث الاستهلاك، حيث تدخل في تكوين الكثير من المنتجات الصناعية الحديثة بدءا من الأبنية والطرقات إلى الأجهزة الإلكترونية وسراويل الجينز.
تشير الدراسات والإحصاءات الحديثة إلى أن معدل استهلاك البشر للرمال وصل مؤخرا إلى 20 كلغ يوميا للفرد الواحد، أي نحو 7 أطنان سنويا للفرد، ويعتبر هذا المعدل أعلى من معدلات استهلاك الفرد للطعام والطاقة.
تستعمل الرمال في صناعة أكثر من 200 منتج.. أهمها كل أنواع البناء، والطرقات، والزجاج، والأجهزة، والرقائق الإلكترونية، والبلاستيك، وسراويل الجينز، والدهون والأصبغة، واللوحات الشمسية.. وغيرها.
في قطاع البناء مثلا 2 من 3 من الأبنية الحديثة مكونة من الأسمنت المسلح، و2 من 3 من الأسمنت المسلح عبارة عن رمال، وللمعلومة، فإن بناء منزل متوسط المساحة من طابقين يستهلك 200 طن من الرمال، في حين يستهلك بناء مستشفى أو فندق كبير نحو 3 آلاف طن من الرمل، ويحتاج بناء مفاعل نووي نحو 12 مليون طن، وتستهلك الطرق السريعة 30 ألف طن للكلم الواحد.
تقدر قيمة التداولات السنوية لسوق الرمال عبر العالم بنحو 70 مليار دولار، وتستورد العديد من الدول الرمال المستعملة في البناء من دول أخرى، حيث استوردت دبي مثلا الرمال من أستراليا لبناء الجزر الصناعية بما فيها الأطلال المهجورة لجزر العالم وجزر النخلة الثلاث.
كثرة الطلب والحاجة للرمال عبر كل دول العالم وارتفاع أسعار بيعها أدت إلى إيجاد منظمات مافياوية (مافيا) مختصة في نهب وبيع الرمال، ففي الهند مثلا تعتبر مافيا الرمال أحد أقوى المنظمات الإجرامية هناك وتأثيرها يمتد إلى كل نواحي السلطة والإدارة، ولا تتوانى عن استعمال كل الطرق المتاحة وغير المتاحة – من الرشوة إلى الاغتيال- في سبيل تحقيق أهدافها من نهب الرمال بدون أي تراخيص إلى الغش في تكوينها وبيعها.
أكبر مشكلة في استغلالنا المفرط للرمال هو أنها من الموارد الطبيعية غير المتجددة (النافدة)، ولتكوّن الطبيعة أطنانا معدودة منها تحتاج إلى آلاف بل ملايين السنين، ولإكمال المعادلة هنا يجب أن نذكر أن للرمال دورا بيئيا كبيرا في تحديد مساحات البحار مقابل مساحات اليابسة، وهذا الاستغلال المفرط سيؤدي إلى تقلص مساحات اليابسة وزيادة مساحة البحار، ويتوقع العديد من علماء الجيولوجيا أن أكثر من 90 % من الشواطئ الرملية عبر العالم ستختفي من الوجود بحلول 2100.