أكد السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري في تصريحات إلى "الوطن" أمس، أن سفارة المملكة في بيروت تتابع باهتمام بالغ مع الحكومة اللبنانية والجهات الأمنية والمسؤولين واقعة اختطاف المواطن السعودي خالد القرشي من قبل أقارب مطلقته السورية، في مدينة تقع بين الحدود اللبنانية السورية.
وأوضح أن السفارة أجرت أمس اتصالات مكثفة مع المسؤولين بوزارة الخارجية اللبنانية والجهات الأمنية في محاولة لاستعادة القرشي، وعودته سالماً الى أرض الوطن.
وأكد عسيري أن السفارة لم تدفع أي مبالغ مالية للمختطفين، أو أن يكون تم اختطافه من سيارة تابعة للسفارة برفقة أحد منسوبيها، مبينا أن "المواطن القرشي ذهب بمحض إرادته للمدينة، ولم يستقل سيارة تابعة للسفارة".
وبدوره، أفاد مدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية في لبنان والأردن وفلسطين عبدالكريم موسى في تصريحات إلى "الوطن" أنه كان شاهدا على واقعة اختطاف القرشي، التي تمت منذ 20 يوما.
وأوضح أنه تلقى اتصالاً من السفارة السعودية في بيروت في يوم الاختطاف للحضور إلى مقر السفارة، الذي كان القرشي متواجدا بها، لمساعدته عبر استعمال الخط الإغاثي، نظرا لأن قضيته لا تتضمن جوانب سياسية أو دبلوماسية، بل عائلية إنسانية.
وأضاف الموسى أثناء زيارته مكتب "الوطن" الإقليمي بالدمام أمس، أن القرشي أبلغه بعد وصوله مقر السفارة في بيروت بأن لديه طفلة يريد رؤيتها واسترجاعها من زوجته السورية، وأنه اتفق مع أحد أقاربها، أثناء تواجده بالمملكة بإخراجها إلى منطقة معينة في لبنان ويريد منا أن نقوم بإيصاله، وتأمين المنطقة، وتقديم الخدمات اللازمة له.
وبين الموسى أن القرشي اتصل أمامنا بصهره، وقال أريد أن أسمع صوت طفلتي، ووضع جهاز الهاتف على وضع مكبر الصوت "السبيكر" لإسماعنا صوت الطفلة وهي تنادي أباها، ثم قمنا باستئجار سيارة للذهاب للمدينة المتفق عليها، واستعنا بمعارف في المنطقة ومنهم مختار المدينة وإمام المسجد وأستاذ بمدرسة في تلك المدينة، فاستجابوا على الفور كون القضية إنسانية وتهدف إلى لم شمل طفلة بأبيها.
ولكن هؤلاء لم يعلموا بمكيدة الأشخاص الذين كان القرشي يثني عليهم، حيث رافقوه وفي طريقهم للمدينة المتفق عليها للتفاوض، طلب أقارب مطلقته زيادة المبلغ من 5000 دولار إلى 6500 دولار، وأن ينتظر القرشي بعض الوقت.
وأثناء ذهاب القرشي ورفاقه إلى الموعد المحدد قدمت إليهم سيارة يستقلها أربعة أشخاص من قبل أقارب المطلقة وأطلقوا النار عليهم من أسلحة رشاشة مع سحب هوياتهم، إضافة إلى سلب سيارة المختار وأخذوا خالد القرشي معهم. ويتمنى الموسى أن تسعى عائلة القرشي إلى إنهاء هذه القضية وطلب مساعدة الآخرين.