اشتبكت شرطة مكافحة الشغب التركية في معارك متواصلة مع المحتجين خلال الليل بعد اقتحام واخلاء ساحة تقسيم بوسط مدينة اسطنبول التي كانت محورا لنحو اسبوعين من الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
وبحلول الفجر كانت ساحة تقسيم التي تبعثر فيها حطام الحواجز التي ازالتها الجرافات قد أصبحت مهجورة الى حد كبير وسارت فيها سيارات الاجرة للمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات. وبقي بضع مئات في معسكر من الخيام في متنزه غازي المتاخم للساحة.
ومن المتوقع ان يلتقي أردوغان الذي وصف المتظاهرين مرارا بأنهم "حثالة" مع مجموعة من الشخصيات العامة لبحث الاحتجاجات يوم الاربعاء. وفي حديثه الهجومي الذي جذب اليه الناخبين في البداية قبل عشر سنوات قال يوم الثلاثاء انه "لن يركع" امام المحتجين وان "طيب أردوغان لن يتغير".
وعبرت الولايات المتحدة التي أيدت تركيا بزعامة أردوغان في الماضي باعتبارها مثالا للديمقراطية الاسلامية يمكن ان يفيد دولا اخرى في الشرق الاوسط عن قلقها من محاولات معاقبة اشخاص لممارستهم حرية التعبير في تركيا ودعت الى اجراء حوار لحل الخلافات بين الحكومة والمحتجين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض كيتلين هايدن في بيان "نواصل متابعة الاحداث في تركيا بقلق ومازال اهتمامنا دعم حرية التعبير والتجمع بما في ذلك حق الاحتجاج السلمي.
"نعتقد ان افضل ما يضمن استقرار تركيا على المدى الطويل هو تعزيز الحريات الاساسية المتعلقة بحرية التعبير والتجمع وتكوين جماعات ووجود اعلام حر ومستقل. تركيا صديق وحليف وثيق للولايات المتحدة ونتوقع ان تعزز السلطات التركية هذه الحريات الاساسية."
غير ان أردوغان اتهم مرارا قوى أجنبية ووسائل اعلام عالمية ومضاربين في الاسواق باذكاء الصراع ومحاولة تقويض اقتصاد الدولة الوحيدة التي تقطنها غالبية مسلمة العضو في حلف شمال الاطلسي.
كما مارس أردوغان ضغوطا قوية على وسائل الاعلام حتى ان سبع صحف نشرت في الاسبوع الماضي عنوانا رئيسيا واحدا ينقل عن أردوغان قوله انه هو وليس المحتجين ضامن الديمقراطية.
ووقعت خلال الليل بعض من أسوأ الاشتباكات منذ بدء الاضطرابات.
وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على الاف الاشخاص الذين تجمعوا في ميدان تقسيم وبينهم اشخاص يرتدون ملابس العمل الرسمية تجمعوا بعد الانتهاء من عملهم وحضرت بعض الاسر مع اطفالها.
وتفرق الحشد في الشوارع الضيقة المحيطة تاركا مجموعة من المتظاهرين لكي يعودوا مرة أخرى الى الميدان ويشعلون الالعاب النارية ويرجمون بالحجارة مدافع المياه. ثم شنت الشرطة هجمات بالغاز المسيل للدموع مرة اخرى حيث تكررت نفس الدورة الى ان تناقص عدد الاشخاص.
وقال حسين عوني موطلو محافظ اسطنبول يوم الثلاثاء إن شرطة مكافحة الشغب ستواصل عملياتها ضد المحتجين بميدان تقسيم ليلا ونهارا حتى اخلاء الميدان مناشدا الاهالي الابتعاد حرصا على سلامتهم.
وقال في بيان مقتضب اذاعه التلفزيون "سنواصل اجراءاتنا دونما انقطاع سواء بالليل او النهار لحين اجلاء العناصر المنبوذة وحتى يصبح الميدان مفتوحا امام الجمهور."
ولم تكن الشرطة ظاهرة بحلول الصباح ولم يتضح ان كان المتظاهرون سيعودون خلال اليوم مثلما فعلوا من قبل.