ما بين فصلي الشتاء والصيف، قصة تروى في المملكة عن الآتين من القرن الأفريقي. فبعد أن حملت الأشهر الأولى من العام الحالي حملات أمنية "مكثفة" لملاحقة تسلل الآلاف منهم عبر الحدود الجنوبية، استعان منظمو أحد المهرجانات الصيفية بفرق"أفريقية" وأحضروا أعضاءها لتقدم فقرات استعراضية ورقصات فلكلورية، في مشهد يحمل الكثير من المفارقات، بعد أن تحول المطاردون بالأمس إلى عارضين اليوم.
فالأطفال الصغار، الذين كانوا خلال الأشهر الماضية يتداولون قصص متسللين من بعض مناطق القرن الأفريقي والتحذير من إيوائهم والتستر عليهم، تصدروا هذه الأيام حضور عروضهم التي أقيمت في أكثر من موقع بالعاصمة الرياض، إذ كان الترحيب والتصفيـق سيدي الموقف مع نهاية كل فقرة استعراضية.
وعلى مدار 5 ساعات يوميا، وفي أكثر من مركز تجاري في الرياض، تقوم الفرق الأفريقية بتقديم وصلاتها الاستعراضية من وحي فلكلور القارة السمراء، ووسط إعجاب الكثير من المتابعين.
ويقول لـ"الوطن" بدر الجميعة، الذي توقف مع أطفاله لمشاهدة أحد تلك العروض: "استمتعنا بالعروض التي قدمتها الفرق الأفريقيـة، وأطفالنـا كذلك، ونحن كسعوديين لسنا ضد أحد من الجنسيات والأجنـاس، ولكننا ضد من يخالف أنظمة العمل والإقامة في هذا البلد، سواء كان سعوديا أو أجنبيا".
وعلى وقع حضور جماهيري كبير، تختتم اليوم الجمعة الفرق الأفريقية المشاركة ضمن مهرجان الرياض للتسوق والترفيه عروضها بعد 5 أيام على بدئها، تخللتها عروض فنية وألعاب بهلوانية ورقصات فلكلورية مستوحاة من روح وتراث القارة الأفريقية، أظهروا من خلالها قدرات أبهرت الجميع، وكان ذلك على فترتين، تبدأ الأولى منهما في الخامسـة عصرا، والثانية في العاشرة والنصف مساء ذات اليوم.